د عماد الدين زغول
أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
القرار جاء على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مما يُمثل تطوراً تاريخياً في سياق العدالة الدولية ومساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
يمثل هذا القرار تعزيزاً لمبدأ سيادة القانون الدولي، حيث يُظهر أن العدالة الدولية لا تُميز بين الأفراد بناءً على مناصبهم أو الدعم السياسي الذي يتلقونه.
فهو يُكرس مبدأ عدم الإفلات من العقاب، خاصة في مواجهة جرائم مثل قتل المدنيين والتجويع الممنهج، وهي ممارسات وثقتها العديد من التقارير الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن الجدير بالذكر أن النساء والأطفال شكّلوا نسبة كبيرة من الضحايا خلال العدوان الإسرائيلي، ما يبرز الطابع المأساوي لهذه الجرائم.
يشكل القرار أيضاً انتصاراً رمزياً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إذ يُظهر أن معاناة الفلسطينيين لم تعد أمراً يمكن تجاهله. كما يعكس تحولاً في موقف المجتمع الدولي نحو الاعتراف بهذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، ما يعزز الأمل في تحقيق العدالة للشعوب التي عانت من الاحتلال والعنف.
على الصعيد السياسي، من المتوقع أن يُحدث القرار توتراً في علاقات إسرائيل الدولية، حيث سيضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتغيير سياساتها المتعلقة بالمستوطنات وانتهاكات حقوق الإنسان.
في المقابل، يواجه القرار تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتنفيذه. يحتاج هذا إلى تعاون الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، وهو أمر قد يتعثر بسبب التحالفات السياسية والدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل من بعض القوى الكبرى.
على الرغم من التحديات، يُعدّ اتخاذ هذا القرار خطوة مهمة نحو تعزيز العدالة الدولية. فهو يُظهر أن المجتمع الدولي بدأ يأخذ مبدأ المحاسبة بجدية أكبر، مما يُعزز الأمل في تحقيق سلام عادل ومستدام، ويؤكد أن انتهاكات حقوق الإنسان لن تمر دون عقاب.
مدير مركز ارض السلام د عماد الدين زغول