ينال البرماوي
بدء الاحتلال الاسرائيلي تسيير رحلات جوية من مطار رامون وتحفيز الفلسطينيين للسفر من خلاله يعكس حقيقة أزمة جسر الملك حسين التي افتعلها قبل شهرين ومحاولة تحميل الجانب الأردني مسؤولية الازدحام وتأخر اجراءات عبور الجسر في الاتجاهين وبالتالي العمل بشكل مبرمج ومخطط لتفعيل المطار بعدما فشل بشكل واضح منذ تشغيله عام 2019.
أهداف إسرائيل واضحة ومتعددة من وراء هذه الخطوة أهمها اقتصادية بتشغيل المطار الذي لقي عزوفا بالاصل من قبل الاسرائيليين لبعده عن المدن الفلسطينية المحتلة وتوجيه الفلسطينيين للسفر من خلاله بدلا من مطار الملكة علياء عبورا من جسر الملك حسين ومحاولة الحاق الضرر بحركة الطيران المدني الأردنية والتي تعتمد في جزء منها على المسافرين الفلسطينيين.
ومن غير المستغرب أن كانت اسرائيل تستهدف التأثير في العلاقات الأردنية الفلسطينية في حال اعتبار المطار بديلا عن مطارالملكة علياء لكن متانة الروابط بين الجانبين والدعم الأردني الدائم للأشقاء الفلسطينيين كفيل بأي محاولات من هذا النوع والذي يحتاج الى دقة في التعاطي مع المشكلة من قبل عدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية وتصريحاتهم التي تغمز من قناة الأردن وتحميله مسؤولية الازدحام على الجسر وتعصيب العيون عن الحقائق التي يمارسها الاحتلال بشكل مستمر لتأتي تصريحات رئيسي وزراء الأردن وفلسطين أمس بالتأكيد على عمق تلك العلاقة .
الأردن كان قد تقدم بشكوى لمنظمة الطيران الدولي عام 2015 ضد انشاء المطار لقربه من مطار الملك حسين الدولي في العقبة ومخاطره على السلامة الجوية لكن لم يصدر عن المنظمة أي اجراءات أو قرارات ملزمة لاسرائيل للتوقف عن انشاء المطار في حينه أو عدم تشغيله لاحقا لمخالفته قواعد الطيران والاتفاقيات العالمية وهذا يؤشر الى خضوع معظم أن لم يكن جميع المنظمات الدولية للقرار الأمريكي الاسرائيلي والسيطرة على منهجيات عملها بالكامل .
مواجهة الخطوة الاسرائيلية التي تخدم اسرائيل واقتصادها تحتاج الى تنسيق أردني فلسطيني مشترك على المستوى الرسمي وتوجيه انظار الفلسطينيين لمخاطر استخدام مطار رامون من مختلف الزوايا وبعضها قد يرتبط بمحاولة تفريغ بعض المناطق الفلسطينية من سكانها من خلال تسهيل وتبسيط حركة السفر جوا فالتبعات ستكون سياسية اقتصادية وتمكين اقتصاد الاحتلال بدرجة أكبر .