رمزي الغزوي
مكتبة 730
أبهجتني ربة بيت في اتصال هاتفي يوم أمس، وبشرتني بأن مكتبتها تزخر الآن بـ730 كتابا. فحين انطلق النسخة الأولى من مشروع مكتبة الأسرة، كتبت عنه في هذه الزاوية. فهاتفتني هذه السيدة وسألت عن كيفية الحصول على الكتب. وبعد أن أرشدتها قلت إن واظبتي على شراء ما تصدر مكتبة الأسرة سنويا، فسيكون لديكم مكتبة تفخرين بها. وهو ما كان نهار أمس.
الاستمرارية دليل نجاح. ولهذا يفرحني ألا أرمي تفاؤلي بأن تتغير الحال رغم انشغالاتنا الكثيرة ومشاكلنا البينية. فإذا كان من الجميل أن تفقس بيضة الأحلام مرة واحدة، فالأجمل أن تراها تدرج وينبت لها الريش، وتطير كعصافير البهجة. ولهذا تبهجني كهرباء السرور لرؤية حلم صغير انطلق قبل 12عاما حتى وصل إلى نسخته الثالث عشرة محلقاً مكتنزا بالخير: فأهلاً بمشروع مكتبة الأسرة بنسخته الثالث عشرة.
البيوت مريضة بلا كتب. هكذا قال لي رجل مسن يوم أمس في المركز الثقافي الملكي، ونحن نتجول لشراء إصدارات هذا العام من المشروع. مضيفا أن البيت الذي يكتنز على مكتبة، ولو كانت بحجم بكسة تين هو بيت يمتلك بذرة التغيير والتطور وصناعة الحياة. وهنا تكمن أهمية المشروع، وهنا يحق للربة البيت العظيمة أن تفرح بمكتبتها التي ستنمو وتنمو.
إصدارات مشروع مكتبة الأسرة تأتي متنوعة في موضوعاتها هذا العام، من التاريخ إلى الأدب إلى التراث إلى العلوم، وهي تركيز على الكاتب الأردني. مع العلم أن سعر الكتاب الواحد يترواح بين الخمسة وعشرين والخمسة الثلاثين قرشاً لا غير، ومن المبهج أن أكثر من عشرة عناوين تخصُّ الطفل.
فإذا كان ما يواجهنا كمواطنين، هو صعوبة وصول الكتاب، فها هو يأتي إلينا في كل محافظة، وإذا كانت المشكلة المادية جداراً عازلاً يحجبنا، فهي ستتلاشى نوعا ما ضمن هذا المشروع الريادي، ولهذا ستكون الكرة في مرمنا هذه المرة، فلا أجمل أن تزور الأسر بكل أفرادها هذه المعارض، التي تفتح أبوابها حتى نهاية الأسبوع في كل محافظاتنا. وتذكروا جيداً، بأنه ومبلغ لا يتجاوز العشرين ديناراً تؤسس لمكتبة في بيتك تظل لولد ولدك.
تهنئة خالصة لوزارة الثقافة بانطلاق مهرجان مكتبة الأسرة، وتحية محبة لكل الزملاء الكتاب والمثقفين، الذين أرسوا ووضعوا وبلوروا هذا المشروع الكبير، وتحية لكل أسرة تستغل الفرصة وتشكل مكتبة صغير في بيتها. فهي روح البيت وعقله.
الكتاب بوابة الروح، يجيء على مقاس اليدين، ليكون وجها ثانيا لنا، ويدا ثالثة، أو يغدو سماء المتعة والتحليق.