فارس الحباشنة
لست ادري من اين اقرا اخبار الاردن وتطورات الازمة الاخيرة، والاجابة عن سيل الاسئلة الحائرة والعالقة والغامضة ؟
كل يوم تصلني على «الواتس اب» مقالات وتحليلات وتعليقات لصحف ومجلات امريكية وبريطانية واسرائيلية، ومن بعد لم تدخل الصحافة
الفرنسية والالمانية على الخط الاردني .
وكما يتبدى فان الحكومة قد جف ينبوعها عن الازمة بعد المؤتمر الصحفي والاجتماع المغلق لرئيس الحكومة مع النواب والاعيان .
والنواب والاعيان لا يكادون يهمسون حرفا، غير السؤال المثير للنائب اسامة العجارمة الذي وجه لرئيس الحكومة.. اين باسم عوض الله ؟
عليك ان تقرا الوجوه وتتصفح القلوب وانت تقلب التصريحات لعلك تعثر في ثناياها على ما هو جديد، وذلك في فك لغز وطلاسم وحجب .
تطاردنا في الاعلام اسئلة كثيرة ما الذي يجري في البلاد ؟ والى اين ذاهبون ؟ وما هو القادم ؟ وما حقيقة ما يبث من تقارير وتحليلات ومقالات صحفية قادمة للاردن من الخارج ؟
يفترض من اسبوع واكثر ان احدا من اصحاب القرار قد دق الباب، وقدم رواية ولو لغايات غير النشر المباشر، وذلك من باب الايضاح والاستنارة
و ارشاد اهل الراي والساسة بحقائق حول ما يجري في البلاد .
و لو يفكونا من حسرة « الاعلام اليتيم، واعلام وان ما شو « وما قد يزيد من الارباك، وتدخلات بتسريبات واعطاء الضوء الاخضر لنشر مقال او مقالين عن تفاصيل وثنايا الازمة زاد من اللبس والغموض والريبة لدى الاردنيين، وادرج الناس مقالات الميل تحت باب الخطر وعدم الثقة، وفي استطلاع سريع لردود الفعل لاكتشفنا حجم تردد اتجاهات الراي العام بقبول الرواية الرسمية .
ادوخ في التنقل بين الاعلام الرسمي والمقربين من الاعلام الرسمي، ومن يصنفون بالمقربين من مطبخ القرار ومن اهل السر، واقلب الصحف والمواقع والفضائيات لاقرأ ما بين السطور او حتى الايماءات من اعلامي وسياسي ونائب وعين وزير سابق ووزير حالي لالتقط ما تيسر لفهم ما يجري .
العداد اليومي للغموض لمصلحة من ؟ لا اعرف الرهان على « قد وربما «، قد يكمل جملة وخبرا واضحا وقويما وسليما ! وما دام المبتدا منطوقا ومرفوعا على راس الجملة، فلماذا يغيب الخبر ويقيد ضد مبني للمجهول .
الخارج ..و لنقل تحديدا الخبر والتحليل السياسي المستورد من صحافة واشنطن ولندن وتل ابيب سيلعب فيما بعد بابعاد الازمة دورا اكثر من وسيط وناقل وحامل لخبايا الازمة واسرارها . ولربما يتحول الى لاعب ضاغط وشريك مبتز ومرجعية مقلقة .
اعتراف صريح .. لا احد قادر حتى الان الا بالقول ان الازمة بمفاعيلها مربط فرسها داخلي .. والازمة من قبل وبعد مربوطة بقرار وارادة سياسية جادة ومسؤولة، وقرار لانقاذ البلاد . ومفردات الانقاذ سياسية بحتة .. ديمقراطية وانتخابات نزيهة وحرة، وفك التزواج بين المال والسلطة، ومحاصرة الفساد واسترداد المال العام المنهوب والمسلوب .. وترسيم بالخطوط الحمراء للعلاقة الفاصلة بين السلطات الدستورية .
وبدل من الالتفاف على الوقت . فلا بد من الاستفادة من الازمة الاخيرة بالمراجعة والقييم .. عقاب وثواب بما يضمن اعادة تاهيل وتاسيس لمعادلة حكم رشيد قائمة على الوحدة الوطنية والعدل والحرية والمساواة، وحماية الدستور والسلطات ومؤسسات الدولة ومشروعها الوطني التاريخي ..
وعلى كل الافتراضات فان الاردن الان احوج الى حكومة انقاذ وطني، وحل سريع للبرلمان الحالي، واجراء انتخابات حرة ونزيهة ووفقا لقانون انتخاب محترم وملائم للحياة السياسية الاردنية .
وقبل ان تستولي الازمات على البلاد . وتعقيد الازمات يجعلها اكثر خطورة ويصعب علاجها بالحلول الطبيعية والواقعية والممكنة .. لربما هذا الكلام لن يعجب كثيرين، ولا يستسيغ كثر للاستماع اليه، فهو يعارض مصالح اصحاب النوايا السئية واصحاب المواقف المسبقة، ومعادي معادلة الحكم الرشيد.. والاردن القوي .