التاسعة صباحاً يُقرع جرس المنزل أكثر من أربع مرات ، فتخرج سيدة البيت بعد أن فزع الأولاد من نومهم من صوت الجرس ، فتح الباب فإذا بفتاة عشرينية وبيدها أوراق وفي رقبتها باجة (بطاقة تعريفية) ، وبعد السلام عَرّفت عن أسمها وقالت : أنا من الشركة الفلانية المتخصصة بالعمليات التجميلية وعمل الجلسات الليزرية للسيدات بالإضافة لتخفيف الوزن للحصول على جسم رشيق وأنيق …. ثم طلبت الدخول لتشرب فنجان قهوة ، وفعلاً دخلت البيت وبدأت أساليب الإقناع والحديث بشكل مطوّل عن المنتجات والعروض والخصومات المقدمة ،…فقالت ست البيت :أريد أن استشير زوجي بهذا الموضوع … فقالت الفتاة :هذا شيء يخصك أنت ولا دخل زوجك بذلك ، فقط ادفعي الآن عشرة دنانير مقدماً لتكوني من المشتركين المميزين لدينا، فأجابت ست البيت : بأن الفلوس كلها مع زوجي ولا يوجد معي إلا المصروف اليومي …فضحكت الفتاة (مندوبة المبيعات) وقالت : كل بيت دخلته تكون المصاري والفلوس مع الزوجة ،غريب جداً بأن الفلوس مش معك …. المهم بعد جدال طويل لم تخرج الفتاة (مندوبة المبيعات) بنتيجة وخرجت خائبة وشبه زعلانه …بالعكس نفثت سمومها على الزوجة من أجل وضع فتيل الفتنة مع زوجها خاصة عندما قالت بأن معظم النساء تشترك بهذه العروض دون أخذ الإذن من الزوج ، بالإضافة لقولها بأن المصاري أصبحت توضع مع الزوجة ، وبأن وجود الفلوس و المصاري مع الزوج موضة و انقرضت… لا نريد أن نُعَقب على عمل مندوبي المبيعات فهو باب رزق مفتوح للشباب ولا على المنتج المعروض ، لكن هناك إشارات وملاحظات على الطريقة التي يستخدمها بعض مندوبي المبيعات وخاصة الإناث ، عندما تحاول ترويج منتجها على حساب خراب البيوت فهذا شيء غير مقبول ، من خلال أسلوب العرض وتفخيم الموضوع لسيدة البيت بأنها من سيدات المجتمع المخملي وأن دور المرأة بات اليوم يختلف عن ما كان سابقاً ، وأن الكلمة والرأي والقرار في كل شيء بات بيد الزوجة ، وتحريض الزوجة بأنه لم يعد هناك ما يسمى ربة منزل ، مع أن اشرف وأجمل ما تمتهنه المرأة هو تربية أولادها والعناية ببيتها وزوجها . واللي بزيد الطين بله عندما تقول مندوبة المبيعات لسيدة البيت : كل جاراتك شاركن ببرنامج التنحيف وسجلن بالجلسات الليزرية والتجميلية وأخذن من المنتج إلا أنت ، هنا تقع الكوارث، مع أنه ما في من هالحكي … ومن باب العلم للرجال إذا رجعت على بيتك من الدوام ولقيت زوجتك تحكي نحوي وتتحدث عن حرية المرأة والتحرر من القيود وعن الشراكة بين الرجل والمرأة ، كون على ثقة تامة أن في مندوبة مبيعات زارت بيتك اليوم …