فارس الحباشنة
الموضة في الاردن الحديث عن «الاصلاح والتغيير». ولربما ان الاردنيين اكثر شعوب الكرة الارضية يستعملون كلمة اصلاح ويطالبون بالاصلاح، ولا تاتي مناسبة او ازمة طارئة الا ويعلقون الاصلاح على احبالها، وينشرون غسيل ورشة الاصلاح ؟
من هم الاصلاحيون في الاردن ؟ هناك « طبقة سياسية» مصابة بفوبيا، وتكره الديمقراطية وتكره صندوق الاقتراع، وتكره الانتخابات، وتنزعج من اي خبر عن الانتخابات ولو كان انتخابات لنادي، وانتخابات عريف الصف.. فما بالكم انتخابات النيابية والبلدية والنقابات المهنية والعمالية!
من هم اعداء الاصلاح ؟ لربما ان الكلام كلاما وحديثا عن الاصلاح، هم الاشد ايمانا بحتمية الديمقراطية والحكم الرشيد وقيم ومبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية.
منظرو الاصلاح يهربون من الاجابة عن ابسط الاسئلة عن الديمقراطية والانتخابات وصندوق الاقتراع، وقيم التعددية والتنوع والاختلاف. ويهربون من قانون انتخاب وانتخابات حرة نزيه وشفافة تفسد عليهم فرصة الاستمتاع بالكينونية الخالدة والابدية في السلطة ونعيمها الدافق والغارق.
«سمعة الانتخابات» في الاردن وصلت الى الحضيض، وتلطخت ثيابها بدماء تهم التزوير والمال السياسي، وصندوق الاقتراع دنس ومست قداسته، وتم العبث به، والعملية الانتخابية جرحت ونحرت بسيوف الموالي والخوارج على الديمقراطية.
للديمقراطية اشباح.. فهي ل» طبقة سياسية « وجودها، وضرب شرعية التوريث. ونعم، تسمع اصواتهم على المنابر والحوارات التلفزيونية يصرخون من الديمقراطية و الاصلاح السياسي، ولكن في الباطن يكيدون حقدا وبغضا لابطال اي خطوة الى الامام نحو الاصلاح والديمقراطية ودولة الحق والعدل، ويشيطنون هذه العناوين لحد الاتهام بالتخابر والعمالة والتكفير الوطني.
الحفلة الاخيرة للانتخابات النيابية، والعرس الديمقراطي راينا كيف تحول الى حلبة مصارعة وحفلات تنكرية لا تميز بين الرابح والخاسر، ولا كيف ربح وخسر فلان الجولة الانتخابية.
يتمنى الاردني لو يختار رئيس بلدية ورئيس نادي ومختار ونقيب مهني وعمالي ونائب. حلم مسلوب ومفقود، وكل مرة يتفننون في افساد حلم المواطن الاردني، وانتاج اساليب وحيل ما انزل الله بها من سلطان.
أعداء «الاصلاح « معلومين.. وادواتهم واسلحتهم معروفة بقدر ما يمجدون الاصلاح والديمقراطية يحاربونها في مرجعبات ومراكز القرار في الباطن والظل..و اذا بقي هؤلاء من ينظرون للاصلاح من تحالفات النفوذ والبزنس والمحميات اللامرئية سوف ياتي مسرعا عندما «يشيب الغراب «. اذا لا فكاك من انتصار تلك الطبقة وتحالفاتها في كل الجولات.. محتكرو كل شيء في البلاد.