سهير جرادات
يبدو وضوحا بأن هناك قوى تتحكم ببلدنا وتعبث به، قوى لها أهدافها الخاصة البعيدة المدى ومنها أن يحكم أفرادها قبضتهم على البلد ، فتارة يطالبون بحقوقهم المنقوصة!! وطورا يطالبون بفتح أبواب كانت شبه مغلقه أمامهم، ليس حبًّا في المشاركة والبناء وإنما لاحكام سيطرتهم !! في أحيان كثيرة يسيئون علانية للبلد ؛ لأنهم مطمئنون بأنه لن يجرؤ أحد على محاسبتهم ، لأن قوى من الوزن الثقيل تحميهم، وتحفظ حقوقهم وحريتهم ، وتبارك خطاهم!!!
بكل وضوح تتم حماية ” اعلاميين ” إن جاز لنا تسميتهم بذلك ، كونهم ينفذون ما يأتمرون به ، إذ سُمح لهم بتجاوز القانون جهارا، والتطاول على مؤسسات الدولة وأجهزتها بعلو صوتهم، ودون مواربة؛ مما يؤكد لنا بأن ما جرى ويجري أمر مقصود ، ومخطط له – في ضوء ضعف معالجة هذه التجاوزات – وأغلب هذه الأسماء ورد ذكرها في تسريبات حول ” القبيضة ” ، ولشدة قوة يد هذه الجهات الداخلية والخارجية تم اغلاق الملف وشطب التغريدة ، والعودة إلى ما كنا عليه ، ليثبتوا لنا أن من يتحكم بهم، ويستعبدهم هو نفسه من يتحكم ويعبث بالبلد !.
وما زلنا نذكر ذلك الصحفي الذي روع الناس على أموالهم عندما أعلن أن خزينة الدولة لا تحتوي على رواتب شهر واحد !! وترك دون عقاب ولا اعتذار أو توضيح أو حتى نفي ما طرحه ، وكل ما جرى بحقه أن تم استدعاؤه لإحدى الهيئات ، ليغادرها بعد ان احتسى فنجان قهوة !!
وما زلنا نذكر ايضا ذلك الإعلامي الذي حرض ضد أوامر الدفاع ، وتم إيقاف برنامجه على المحطة الخاصة في الوقت الذي استمرت مكافأته باستمرار تقديمه لبرنامج على التلفزيون الرسمي !! وهو ذاته الذي تطاول على الاردن وموقفه من توقيع اتفاقيات السلام مع العدو ، وبث ذلك في وجه ” البلدوزر” !!
وكان آخر هذه التطاولات- في حال التصدي ومحاسبة المسيىء، وأظنها لن تكون الأخيرة- ، حين تطاول من لا يعي معنى العروبة على الجيش العربي الأردني ، إلا أنه يعي تماما خصوصية ” الجيش ” واحترامه وتقديره الكبيرين لدى الشعب الأردني ، وللأسف بعد حالة مد وجزر كبيرة تمخض الأمر إلى اعتذار ” مسخ ” من كاتب تطاول على جيشنا الباسل ، و” سرق ” بطولاته ونسبها لغيره ، وهو الشخص نفسه الذي كوفىء بعضوية ” لجنة ملكية ” تعنى بالإصلاح السياسي في البلد، واختياره تم ممن يتجاهلون، او غير مدركين لخطورة أفكاره غير الإصلاحية .
وما تزال في الذاكرة حادثة اساءة أحد مقدمي برنامج إذاعي لاحد متقاعدي الجيش ، وإن كان ذنبه لا يقارن بذنب من لا يعي معنى “العروبة” ، إلا أن إذاعته – وهي خاصة- الغت برنامجه وانهت عمله من الإذاعة ، و قدم اعتذارًا لجهاز الجيش ومنتسبيه ومتقاعديه صراحة وعلانية .. الأمر الذي يؤكد لنا أن هناك من يسيطر على الاعلام الرسمي ويسهل عملية التطاول على أجهزة الدولة، فيما القطاع الخاص أثبت لغاية الآن انه وطني بامتياز ..
جميعنا يعلم بأن هناك ” افتعالات ” يتم التخطيط لها وتنفيذها ضمن منهجية يقصد منها ايصال رسائل أو دعم مواقف أو تحويل الأنظار عن أمر ما، وما يحدث قد يقف خلفه التشويش على الإصلاح وافشال عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، وإما تجهيز ملف لوضعه بين يدي الإدارة الأمريكية بأن لدينا صراع داخلي بين الهويات (أردني – فلسطيني) ، أو تحويل الأنظار عن مجريات ” قضية الفتنة ” ومصير المتهم الرئيس واحتمالات الإفراج أو المقايضة ، أو قد يكون المقصود الكشف عن أشخاص أمام الرأي العام بعد تعريتهم .
بالله عليكم قولوا لمن يعبث ببلدنا أنه يعبث بدمه ، لإن الأردنيين له بالمرصاد ، وعليه أن يواجه أبناء أبطال الكرامة واحفادهم ، ممن يحملون جينات النخوة والعز، وصفات الرجولة والوطنية الخالصة لوطنهم، الذين سيقفون ضد أي مخطط من الواضح أنه ينفذ ضد الأردن ، وسيقفون بالمرصاد لمن ينادي أو يحلم ب ” المملكة الهاشمية ” ، ليؤكدوا لهم أن البلد ينعم بحماية أبنائه الذين يؤكدن قولا وعملا أن الراية ستبقى إلى الأبد ” أردنية. ” ..