الدكتور محمد القرعان
يقف الاردن حاليا بفضل الله على أرضية صلبة وكمرسى ثابت بتوجيهات حكيمة من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني في مواجهة تداعيات جائحة كورونا كما تجاوز في السابق العديد من الازمات رغم محدودية الإمكانيات وتعاظم التطلعات ، وهذا وضع المملكة في طليعة الدول التي أثبتت نجاعتها على التعامل مع المخاطر والظروف الاستثنائية بكفاءة ومهنية عالية.
وتحمل هذه الجهود التي قامت بها الدولة الاردنية في طياتها قيم أضافية وميزات واعدة اذا تم استغلالها بشكل فاعل في طريق تنشيط الانطباعات الطيبة وتعزيز الأفكار الإيجابية عن المملكة كمناخات استثمارية آمنة وبيئة مستقرة ، وقطف ثمار هذه الجهود لاحقا في جذب اكبر للاستثمارات وللسياحة على حد سواء ، وهذا تباعا سيعمل على رفد الاقتصاد الوطني بزخم مالي على المدى البعيد ، خاصة القطاعات السياحية العالمية لما شكل لديها وقطاعات أوسع من رسائخ عن قدرة الاردن في اشد الظروف والمحن.
ويقف نجاح تلك الطموحات والامال التي حققتها الدولة في ظل التعامل مع الازمة على قدرة القطاعين العام والخاص على الشراكة بوتيرة متماثلة ومتشابهة، في بناء أستراتجيات وطنية وتصورا مشتركا واضحا تعزز تلك الانطباعات وتلك الافكار وتجهيزات داخلية من شأنها أن تعوض القطاعات والعاملين فيها الخسائر والضرر الذي سببته الجائحة وخاصة ان العالم يعيش الان مرحلة تعافي وفتح للقطاعات بما فيها الطيران، ويبحث عن واجهات امنة.
ومطلوب من القطاعات كافة اليوم اكثر من اي وقت مضى الشراكة الحقيقة والعمل وبصورة ابداعية على تجاوز الإشكاليات التي طرأت خلال الفترة الماضية، وبعدما أصبح لديهم القدرة على التعامل مع الاوضاع الاستثنائية وتجاوز الازمات بنجاحات باهرة للعالم ، ومبنية على أهمية استثمارها في تعزيز القناعة لدى العالم بالاردن ، وبما يمتلك من حلول لأي مستجد .
ولا يوجد مبرراً مطلقا في الفشل في عدم الاستغلال الامثل للنجاح الذي تحقق على الارض إلا التأثير المباشر دوليا وتعزيز الانطباع العميق الذي غرس في ذاكرة الاخرين عن الاردن في هذه الجائحة العالمية بما زيّن لهم من محاسن الاردن وعليها يبنى للامام ، وهي فرصة يجب
العَضَّ عليها بالنواجذ.