فارس الحباشنة
اتمنى لو ان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري يزور مديرية الامراض الصدرية وصحة الوافدين، وليطلع الوزير بأم عينه على واقع الخدمة الصحية، الاكتظاظ والازدحام والاختناق وطوابير المراجعين من وافدين يقطنون الاردن عمالا وغيرهم.
صور التقطت امس لطوابير من المراجعين تمتد من باب المديرية في نهاية شارع وصفي التل لتقاطع السيفوي، وباتجاه الكلية العربية. مئات من المراجعين يقفون في حر الشمس ينتظرون دورهم لاجراء فحص مخبري.
الحكومة تشترط لاكمال اي معاملة اقامة وعقد عمل لوافد بان يحصل على شهادة صحية. مختبرات صحة الوافدين متواضعة، وكادرها محدود، وامكاناتها الفنية والطبية بسيطة وتقليدية، واعداد الوافدين في الاردن كما تعلمون يفوق 4 ملايين شخص.
منصة وزارة الصحة الالكترونية لاستقبال طلبات فحوص الوافدين، تستقبل يوما حوالي 800 طلب. وامكانات مختبرات المديرية لا تتعدى اجراء مئتي فحص يوميا على اكثر تقدير.
في سجلات المديرية امراض فايروسية اخطر من كورونا وجاراتها، هناك حالات لامراض خطيرة مضبوطة لعاملات وافدات من جنسيات اجنبية، وايضا تم ضبط اصابات خطيرة ايضا بين عمال وافدين من جنسيات عربية.
ومن الامراض الفايروسية ايضا المضبوطة التيفوئيد والسل والحمى القلاعية والكبد الوبائي. ويزداد حاليا الاقبال من العمال الوافدين على مديرية الامراض الصدرية للاستفادة من مهلة تصويب الاوضاع التي منحتها الحكومة للمخالفين منهم لقانوني العمل والاقامة، وعددهم يفوق مليون شخص.
ملاحظات كثيرة ترد من مواطنين حول اجراءات فحوصات مديرية الامراض الصدرية. ويولي مواطنون اهتماما بالغا كون الفحوصات تشمل وافدين يعلمون في المنازل «الخدمة المنزلية»، ووافدين يعلمون في مطاعم وخدمات على تماس مباشر بالمواطنين وعامة الناس.
نعم، خطر فايروسي. الصور الواردة من المديرية تبعث على القلق والرعب، ولو ان واحدا من مراجعي الادارة مصابا باي فايروس، فان مظاهر واشكال عدم التزام والتباعد الجسدي، وتقارب الانفاس فانه سيؤدي حتما الى انتشار صاخب للفايروس، وانتقال للعدوى دون رحمة تذكر وسابق انذار واشارة تحذير، وتفشي للفايروس تظهر اعراض اصابته لاحقا بعد اجراء الفحص بشكل مباشر.
من اين يبدأ الخطر الوبائي؟ في اصول «الخدمة الصحية» ان تكون مراكز بيوت الرعاية والخدمة الطبية مؤهلة ونظيفة، وليست خدماتها رديئة وسيئة. فما نراه في مديرية الامراض الصدرية وصحة الوافدين يدفع بالالحاح على طلب وزارة الصحة بان تلغي الفحوص في ظروف صحية لا تساعد وغير مؤهلة، ولربما يكون اشد امانا على صحة المواطنين ومراجعي المديرية.
فمن الخطر على عوائل اردنية تعمل لديها خادمة وعامل وافد يخرج لاجراء فحص مخبري ويعود حاملا لفايروس ووباء خطير يهدد حياة الاخرين والسلامة والصحة المجتمعية.
فما الفائدة والجدوى من الفحص اذن!.
والاخطر والأدهى، وقد لا تعلم الوزارة، ان مصانع وشركات كبرى تشغل عمال وافدين يجري فحصهم بشكل دوري عن بعد، وبواسطة موظفين يذهبون دليفري الى مقار المصانع والشركات لاجراء الفحوص واصدار شهادات طبية بالفحوصات، ولا تعلم حقا ان كانوا يجرون فحوصا ام لا؟.
واكرر اتمنى لو ان الوزير يفتح هذا الملف. فليس كل امراض واوبئة الدنيا كورونا، وهناك فايروس واوبئة اخطر والعن تستوطن في مجالنا العام، وتخترق اجسادنا وتهتك بالصحة العامة، وهي نتيجة للاهمال والبعث والاستهتار واللامبالاة.
فلتبدأ يا معالي الوزير الاكرم من هنا.. واصر على دعوتك الى زيارة المديرية، وان ترتدي كمامة وكلفزات وملابس واقية، وتقف بين المراجعين، وتدخل الى المختبرات، وصالات المراجعين والفحص، وتسمع وترى ما يحدث عن قرب..