سميح المعايطة
قصة الحدود الأردنية وتدفق محاولات تهريب المخدرات وغيرها بل وعمليات استنزاف الجيش الأردني في مكافحة هذه المحاولات شبه اليومية تجاوزت في أبعادها محاولات تهريب المخدرات، فالأمر ينتقل بسرعه ليصبح ملفا عسكريا وسياسيا.
الأردن لم يتحدث صراحة ولم يتهم، لأن الأردن يتعامل مع الملف بشكل حازم لكن دون توجيه أي اتهامات علنيه لكن المؤكد أن الدولة الأردنية تعرف خصمها وتتصدى له.
كثير من الأوساط حتى غير الأردنية تتحدث علنا أن ميليشيات تتبع لإيران هي من تقف وراء كل عمليات إغراق المنطقة بالمخدرات، وشاهدنا المحاولات التي مازالت مستمرة لتهريب المخدرات من لبنان إلى دول الخليج في شحنات الفاكهة والشاي وغيرها من السلع، وتجارة المخدرات فضلا عن أبعادها السياسيه فإنها تعود على القائمين عليها بأموال ضخمة تساهم في تعزيز قوة “محور المقاومة” الذي تقوده إيران.
مايعنينا هو الأردن واستقراره، وربما على قادة عصابات المخدرات الذين يعرفهم الناس في عالم السياسه بأسماء أخرى، على هؤلاء أن يدركوا أن الأردن يفهم المعادلة وان قراره قتل كل من يقترب من الحدود، وقتل 27 مجرما قبل أيام دليل على هذا، فالأمر واضح للدولة ليس في كثافة محاولات التهريب بل في كل الأبعاد السياسيه والأمنية.
هي حرب ممن فشلوا عبر عقود في اختراق الساحة الأردنية، وحرب تعززها الرغبة لدى من يقودونها في توسيع نفوذهم الإقليمي.
اما الدولة السورية فسواء كانت عاجزة عن منع هذه الحرب أو أن بعض مراكز القوى فيها شريك في عمليات التهريب فإن الأمر سيان أردنيا لأن المحصلة واحدة وهي فشل الدولة السورية في أداء واجبها تجاه حدودها وبالتالي فإن الأردن يتولى بنفسه حماية حدوده بكل الوسائل.
إذا كانت إيران أو حزب الله أو عصابات تهريب ذات نفوذ سياسي فالأمر واضح للدولة الأردنية، ومن يقف وراء هذه الحرب عدو للأردن مهما كان اسمه الحركي أو السياسي أو العسكري.