أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
هناك فرق كبير بين زلة اللسان (مصطلح يقصد به “انحراف المتكلم عن الكلام المقصود بكلام غير مقصود، ولا يكون السبب فيه عدم وجود قاعدة لغوية، أو جهل بالقاعدة اللغوية، أو تلاعب لغوي متعمد، أو خلل في جهاز التكلم”. وزلات اللسان ظاهرة لغوية عامة تحدث لجميع الناس سواء كانوا يتحدثون بطلاقة أو لا، وتحدث للمتحدث الأصلي، وغير الأصلي)، والخرف والهرم ( هما عدم القدرة على التركيز : وصف لمجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية عند الإنسان وقد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به. ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض نتيجة لهرم وتلف في قدرات أعضاء الجسم المختلفة). أريد أن أبدأ كلامي بأنني مقتنع تماما ولا مجال لدي للشك نهائيا ولا حتى ذرة أو أصغر من ذلك أو أكبر (وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنٖ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٖ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ (يونس: 61)) في ذلك بأن القرآن الكريم منزل من السماء من خالق ومدير ومدبر هذا الكون وليس من عند بشر. وبناء على ذلك فعلينا أن نؤمن حق الإيمان بما أخبرنا الله به عن كل شيء خلقه في هذا الكون سابقا وحاضرا ومستقبلا (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الزمر: 62)). خلق الله كل شيء في الحياة الدنيا بعمر أو أجل عندما ينتهي يتوفاه الله ليعود إلى الأرض من حيث بدأ ومن ثم يبعث منها (مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ (طه: 55)). ولما تقدم فإن الله اعطى كل مخلوق من مخلوقاته عمر يتناسب مع قدراته وإمكاناته التي خلقه الله من أجلها ليقوم بها خلال حياته الدنيا فمثلا ذباب مايو يعيش يوما واحدا فقط، الإسفنج يعيش 11000 عام، يعيش الحمار 40 عاما، يعيش الكلب من 8-12 سنة، … الخ. وتمكن فريق العلماء من التوصل إلى أن أطول مدة من المحتمل أن يعيشها أي إنسان هي 150 عاماً، أي ضعف متوسط العمر الافتراضي الحالي في عدد من بلدان العالم الأول البالغ 81 عاماً. ولهذا السبب فإن الإنسان يمر خلال فترة حياته بمراحل العمر جميعها وهي الطفولة (النمو) والشباب (القوة والعنفوان) والشيخوخة (الهرم والانحدار في جميع قدرات أعضاء جسمه)، ويشبه عمر الإنسان في جميع فترات حياته في التمثيل الإخصائي “التوزيع المعياري”. وقد أوضح الله ذلك عن الأعمار المتفاوتة بين البشر بالآية (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ مِنۡ عَلَقَةٖ ثُمَّ يُخۡرِجُكُمۡ طِفۡلٗا ثُمَّ لِتَبۡلُغُوٓاْ أَشُدَّكُمۡ ثُمَّ لِتَكُونُواْ شُيُوخٗاۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبۡلُۖ وَلِتَبۡلُغُوٓاْ أَجَلٗا مُّسَمّٗى وَلَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ (غافر: 67)). ولما تقدم فإن ما يحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن من الأخطاء الفظيعة التي يرتكبها في الخلط في الأسماء والمهام للأشخاص الذين يذكر أسماءهم، هي ليست زلات لسان وإنما هرم وخرف وتلف في معظم أعضاء جسمه لوصوله فوق متوسط عمر الدول الأولى في العالم وهو 81 سنه كما ذكرنا سابقا إذ بلغ من العمر فوق ذلك.