أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر على صبرة (الكومة المجموعة بلا كيل ولا وزن) طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟، قال: أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني رواه مسلم، وفي رواية أخرى للحديث عند مسلم : من غشنا فليس منا. ألم يعلم من يغش طحين الخبز العادي وكل أنواعه الأخرى من خبز ويقول خبز قمح أو شعير (لقمة وعيش الفقير والغني وحتى الحيوانات والطيور وغيرها فيما بعد عندما يزيد وينشف) وأنواع مختلفة من منتجات المخابز من الكعك بمختلف أنواعه وغيرها بأن الله يراهم؟!. ألم يعلم أصحاب مطاعم الحمص والفول والفلافل ومختلف منتجاتها الذين يستخدمون المبيضات والمطعمات المسرطنة وغيرها بأن الله يراهم؟! . ألم يعلم أصحاب مطاعم المأكولات والوجبات السريعة الذين يستخدمون مواد لطهي ونضج اللحوم (الصالحة وغير الصالحة للإستهلاك البشري) المسرطنة بأن الله يراهم؟! ألم يعلم اصحاب مصانع الألبان بكل أنواعها الذين يغشون حليب الأبقار والأغنام الطبيعي بالحليب الناشف المصنع بأن الله يراهم؟!. ألم يعلمً صائغي الذهب والمجوهرات المختلفة والذين يضيفون عليها مواد أخرى لمصوغاتهم بأن الله يراهم؟!، ألم يعلم أصحاب مزارع الفواكه والخضروات المختلفة الذين يستخدمون الهرمونات بأن الله يراهم؟! … الخ.
ألم يقرأوا قوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (الحديد: 4، العلق: 14))؟!. لو فكرنا في أسباب الغش وكنا قريبين من الغشاشين وكنا موضع ثقة عندهم لوجدنا منهم أن اول سبب هو: عدم مخافة الله وعدم الإلتزام بما أمر الله به في القرآن الكريم وأوصى به نبي الإسلام ﷺ في الأحاديث الصحيحة. وثاني سبب هو: الطمع والجشع في الكسب المادي ليبيعوا ويكسبوا اكثر ما يمكن من المال بأقل تكلفة ممكنة. ثالث سبب والأقوى هذه الأيام في الأحكام الوضعية هو: عدم تطبيق القانون بعقوبات رادعة على الغشاشين. ورابع سبب هو: جهل الناس بحقائق ما يأكلون أو يشربون. وخامس سبب هو: عدم مقاطعة هذه المنتوجات من قبل المواطنين في الدولة حتى او عرفوا بالغش بسبب الفقر والحاجة الماسة. وسادس سبب هو عدم عمل زيارات دورية على المصانع من قبل الجهات الرسمية للتأكد من عدم الغش. وسابع سبب هو: تدخل الواسطات حتى لا تطبق على الغشاشين العقوبات الرادعة.