الدكتور محمد القرعان
كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. وليد المعاني قبل دخوله بالتعديل الاخير للحكومة من أشد المعارضين والمحذرين لأصحاب القرار من تطبيق السنة التحضيرية في كليتي الطب البشري وطب الأسنان في الأردنية و التكنولوجيا.
واستذكر بان معاليه في احدى مقالاته قال ” واجبي الوطني يقتضي مرة أخرى، لا بل يحتم عليّ التحذير من السير في هذا الاتجاه ، و أنبه للمرة العاشرة بأنه طريق محفوف بالمشاكل والارتدادات المجتمعية”.
والان ما هو موقف الوزير من السنة التحضيرية؛ اذا ما زال متمسك برأيه ام ماذا ؟ فالجميع الان ينتظر موقف الوزير من السنة التحضيرية في كليتي الطب البشري وطب الأسنان في الأردنية و التكنولوجيا المحفوف بالمخاطر.
ولا بدّ من القول إن نظام القبول السابق المبني على قبول اعلى الطلاب الحاصلين على أعلى المعدلات في الثانوية العامة في تخصصي الطب وطب الأسنان لم يفشل بل على العكس فأن هذا النظام قد أفرز أطباء يشهد لهم العالم بإمكانياتهم وقدراتهم وما حققوه من شهرة ومكانة مرموقة بكل انحاء العالم كطبيب أردني متميز.
ورغم كل الاعتراضات برفض قرار وزير التعليم السابق د. عادل الطويسي وثنيه عن تطبيق السنة التحضيرية الا ان الوزارة مضت بقناعاتها ولم تأخذ برأي أصحاب الرأي والاختصاص بهذا المجال.
اما وقد آل كل شيء لأبرز المعارضين لهذا القرار؛ فأن الجميع ينتظر من الوزير المعاني الوفاء بالوعد وتغير الاتجاه بعكسه من الجانب الايسر الى الجانب الايمن بالسير بطريق الغاء التحضيرية.
ولأن يا معالي الوزير كان هذه القرار قد شكل لك الاحساس بالغضب وقلة الحيلة فان الوقت المناسب جاء لتحقيق الاستقامَةٌ والصِدْق والوَفاء ومنح الاردنيين الامان وازاحة ما اثقل صدورهم من تبعات هذا القرار المجحف بحق أبنائنا وبالتالي شفاء ما في الصدور وغصة الحلق.
وفي وقت سابق قررت وزارة التعليم العالي تطبيق السنة التحضيرية على الطلبة المقبولين في الطب البشري وطب الاسنان بجامعتي الاردنية والتكنولوجيا التي لاقت رفضا شعبيا واسعا ومن قبل مثقفين واكاديميين وعلى رأسهم الوزير الدكتور المعاني.
وتتلخص المسألة في إخضاع الطلاب الراغبين في الالتحاق بكلية الطب وطب الأسنان في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية لسنة تحضيرية إجبارية لجميع الطلبة المقبولين يعقد في نهايتها امتحان ومن يحصل على اعلى العلامات في نهاية السنه التحضيرية ضمن العدد المحدد للقبول في الجامعتين سيتم قبوله في كليتي الطب وطب الأسنان بغض النظر عن معدل الثانويه العامة وأما بقية الطلاب سيتم قبولهم في تخصصات أخرى حتى ولو نجحوا في امتحان السنة التحضيرية.
وهذا يفرض تحد جديد يضاف مشاق ومصاعب حياة ابناء المناطق النائية ( القرى ، والبوادي ، والمخيمات ) الذين لم يسعفهم الحظ في الدراسة في مدارس خاصه لديها امكانيات كبيره ومتقدمة تمكن طلابها من اتقان اللغة الانجليزية بشكل كبير .
ومن المعلوم بمكان أن جل ابناء الحراثين مدارس حكومية مع التقدير لها ولدورها الوطني العريق في اعداد جيل مقتدر؛ الا ان هناك تراجع ملحوظ بتدريس اللغة الانجليزية والمواد العلمية في هذه المدارس باستثناء حالات فردية لا يقاس عليها.
اذا فأن الفرصة في التعليم والتعلم أضحت مختصرة وتخدم فئه معينة بذاتها غير آبهة ممن بنوا احلامهم من الطلاب واهاليهم، وهذا يترتب عليه اختصار فرص الدراسة في مجال الطب وطب الأسنان لأبناء المدارس الاكثر حظا وغالبية هذه المدارس في عمان اقساطها الشهرية تفوق دخل موظف لسنة كاملة .
واعتقد ان هناك العديد من الأمور يجب اخذ الحيطة والحذر عند التعاطي مع هذا الموضوع.