محمد امجد فريحات
تختلف النوايا والمقاصد من شخص لاخر فهناك من يسعدهم تقديم الخير على عكس اخرين تصب سعادتهم في الشر، وتقديم الشر، ورؤية الشر يصيب الاخرين، ويتخذون عدة طرق ومناهج، وبعضهم يخطط باتقان لاصابة هدفه وهنا بدات الجذور لمقولة “هيك بقولوا”، اساسها اشخاص يخفون نية سوداء في كلام معسول ويلقون مصدر الكلام الى “هيك بقولوا” بمعنى انه ليس صاحب هذا الكلام، وان صاحبه اناس اخرون لا احد يعلمهم، وانتشرت تلك المقولة بين الناس الى ان صار يستخدمها عامة الناس لعدة امور، ويختلف استخدامها باختلاف الشخص، منهم من يستخدمها لالحاق الضرر بشخص او بمجموعة اشخاص يستهدفهم، ومنهم ليس له اي نية سوء ولكن يستخدمها لامور بسيطة وغير مؤذية ولكن يجب التفرقة بين النوايا من استخدام هذه المقولة و بين اختلاف الاشخاص وايضا بخطورة الكلام، لمعرفة ما خلف الستار والكواليس المخفية.
هناك من يتكلم بالاشاعة لتحقيق هدفا واضحا له غامضا على غيره تحت ظل “هيك بقولوا “، والذي لا ندركه انه ربما يكون كلامه خطيرا لدرجة هدم عائلة باكملها او النيل من سمعة وشرف امراة بايقاف او انهاء زواجها عن طريق كلام كاذب والفاقه الى ان الناس “هيك بقولوا” او قطع صداقة جميلة بين اثنين او مجموعة من الاصدقاء، او التفريق بين اخوة او النيل من سمعة محل تجاري لتوقيف مبيعاته والكثير غير ذلك يتم عن طريق تصديق كلام غير صحيح من اشخاص والتكلم به ايضا ،دون محاولة التاكد او البحث في صحة الكلام، وايضا الاستجابة بفاعلية وانسجام مع الاكاذيب التي تختفي في ظل مقولة”هيك بقولوا”.
لا ضيرفي وجود قلوب مريضة يسكنها الحقد والغل يملكها اناس لا يعرفون الرحمة والتسامح بل عنوانهم الرئيسي هو الانتقام ثم الانتقام وهنا تنحصر سعادتهم ومن هذا المنطلق اذكر لكم قصة واقعية لشخص حقود غير متسامح بل نستطيع القول انه غير انسان ومختصرها، (ذلك الشخص الذي ادعى انه سامح شخص اخر بسبب ضربه له اثناء مشاجرة وقعت بينهما، وبعدها يقترب من ذلك الشخص الذي ضربه قرب الاخ من اخيه، ويبقى دربهما متواصل لاكثر من عام ونصف، اما ذلك اليوم الذي قرر فيه الانتقام الشنيع كانت بدايته جميلة جدا،هذا طبيعي لان اعظم ظلمة ما تقدمها نور لذلك صمم المنتقم على استضافة ذلك الشخص في مكان بين الاشجار بعيد عن المجتمع وازعاجاته يسكنه الهدوء التام هذا المكان الذي يستهدف فيه ذلك الشخص اقنعه بالذهاب مع جاجتين لشويهن واكلهن، استفرد بذلك الشخص بعد الساعة الحادية عشر في المكان النائي وقام بضربه ضربة غدر في راسه وبعدها دفن جسمه كاملا عدا راسه بقي فوق التراب وثم ربط اربعة كلاب يتملكهن الجوع حول راس الشخص وبقي نبح الكلاب طول الليل في اذن الشخص ومحاولة الكلاب افتراس راس الشخص الى ان وجدوه بعد عدة ايام فاقد العقل عاد كطفل لا يفقه شيئا في الحياة كل ذلك بسبب مشاجرة بسيطة).
عام ونصف من الحقد والغل والكراهية الداخلية، عام ونص وهو في انتظار يوم الانتقام، عام ونصف وهو يخطط للصيد من انسان بشري، هذا قرر الانتقام باليد ولكن غيره يتخذ طرق اخرى وهي النيل من سمعة ولكن عواقبها جشيمة.
تعتبر “هيك بقولوا” حجة في بعض الاحيان، ايضا قد يكون سلاحا وطعما يقدمه صاحب الفتنه مخفي ظلما يريد توجيهه لشخص باستخدام وسيلة اخرى وهي استخدام شخص اخر يقوم بالعملية نيابة عنه ويقدم الظلم والفتنة التي يريدها بلسان شخص اخر، الا يستحق ان يكشف ظلم الظالم قبل وقوعه، الا يستحق ان ندفع الظلم عن اشخاص لا يستحقونه ، الا نستحق ان نكون اوعى من ان نستغل ونكون وسيلة لغاية فاسق قدم نبأ كاذب، اراد به الحاق الضرر بلسانك انت ، والغريب ان الجميع اخذ بعبارة “هيك بقولوا” وصارت دارجة لتوثيق اي كلام يريد ايصاله او لعدم بيان كذبه ، الا يستحق ايقاف الظلم والفسق ان نستفسر اكثر من الشخص الذي يتكلم كلام خطيرا ويخفيه تحت هيك بقولوا عن الكلام ،والاستفسار اكثر واكثر عن الذين قالوا، لمعرفة من الذين قالوا هذا ان وجد احد قال.
لا تكن قاتلا لقلوب الكثير دون علمك ولا تتكلم بما لم تتاكد منه كن واعيا مثقفا تسند الكلام الى مصدر موثوق لتصدقه وتغوص بالبحث للوصول الى الحقيقة، انت تستطيع ايقاف االفسق والظلم الموجه لمظلوم فلا تكن هشا ترميه الرياح وتسقطه بل كن انت الرياح ترمي بذلك الهش بعيدا عنك وعن غيرك، وكما يقال درهم وقاية خير من قنطارعلاج، بمعنى ان تتجنب الشر قبل حدوثه افضل من ان تحاول اصلاح الشر الذي الحقته بشخص وتندم على فعلتك وكما قال الرسول (اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
9 تعليقات
احمد علي
كل التقدير لشخصك الكريم استاذ محمد ع الكلام االجميل
محمد موفق
مقاله تشرح الواقع الملموس
كل التوفيق استاذ محمد
علي الزغول
كل الشكر لك استاذ محمد على المقاله كلام رائع
لين الزغول
ماشالله كل التوفيق والى الامام
هبه خطاطبه
المهم بالانسان النيه وتككون نيةخير
والله يوفق الجميع
مها صمادي
فعلا هاي مشكله ونتشرت بالمجتمع بشكل كبير والانسان بيقدر انه يحد منها هيك بقولو ممكن انها تدمر حياة انسان
زيد عليوه
استاذ محمد مقاله جميله بكل معنى الكلمه الله يوفقك ويسدد خطاك
محمد عمر
انتشار الكلام بالمجتمع يسبب مشاكل كتيره للناس ونشر الشر بشكل كبير لذا يجب ان يبدا الانسان بنفسه
اسرين زغول
بالتوفيق للزميل محمد على ما خطت به انامله من كلام جميل واكثر من رائع