أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
وضرب لنا أمثلة أيضاً على الجماعات من الظالمين (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ، وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا، أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ ۖ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (إبراهيم: 45، مريم: 98، السجدة: 26)). فمهما طال الزمن للظالمين وَمَدَّ لهم الله في أعمارهم وفيما فعلوه ويفعلوه وسيفعلون في هذه الدنيا من جرائم وإبادات جماعية لخلق الله ستكون نهايتهم قريبة ومُذُِلَّةٌ ومُهِيْنَةٌ لهم هذا علاوة على ما سيلحق بهم من ذُل وإهانة وعذاب لهم يوم القيامة وأمام خلق الله أجمع (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي (الرحمن: 41، التحريم: 6)). نعم، المظلوم يريد أن يرى إنتقام الله من الظالمين في الدنيا والآخرة إلا أن الله يفعل ما يريد ولا يحق لأي إنسان أن يعترض لو طق وفقع من القهر والظلم والقتل والحرق والتشريد والإبادة الجماعية (مثلما حصل ويحصل وربما سيحصل حتى نهاية الدنيا مع الفلسطينيين) للأسف الشديد (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)). لا ندري لماذا يريد الله أن يمر المسلمين في جميع بقاع العالم في هذه الظروف الصعبة والقاهرة … الخ في الدنيا ولا يريد أن يمر غيرهم من الكفار بهذه الظروف ويعز الله الإسلام والمسلمون في الدنيا والآخرة؟!. ألا يستحق المسلمين من الله أن يعزهم في الدنيا والآخرة؟! ويذل الكفار في الدنيا والآخرة؟؟.