اسعد العزوني
يدل هذا الإسم الأجنبي على أنه يعود لفتاة أرستقراطية غربية بطبيعة الحال ،وتمتهن العزف على البيانو كونها من الطبقة الراقية التي أخذت نصيبها ونصيب غيرها من الطبقتين المتوسطة والفقيرة في المجتمع ،ولكونها ربما إبنة متنفذ ينتمي إلى الحرس القديم الذي يتخيل أن الدولة قامت على أكتافه ،ولذلك حق له أن يسرق كما يشاء ومتى يشاء،ظنا منه إنه فوق القانون.
كما يظن القاريء أو من يسمع هذا الإسم إن صاحبته مرفهة تدمن اللعب مع دميتها الجميلة المحبوبة باربي ،وتمارس التنزه على شواطيء البحر ،وتقضي معظم يومها تتسوق في المولات، بصحبة سائقها الخاص وفريق وصيفاتها اللواتي يتعين عليهن القيام على خدمتها ليلا ونهارا .
لكن نورسين فريحات لا تمت إلى التوصيفات السابقة بشيء ،ولا يندرج عليها أي وصف مما ذكر وأسلفنا ،فلا هي بنت برجوازية ،ولا أبوها سليمان فريحات من الحرس القديم الذي أتخم من الشفط واللهط،لقناعته أنه فوق القانون ،وإن إبنته نورسين لا تعرف المولات الضخمة في العاصمة التي تتفنن في سرقة جيوب المواطنين الذين يعانون من سوء واقع الحال ،لعدم وجود حكومات تضع برامج لتحسين أوضاعهم الحياتية ،مع إنها تتفنن في سرقة ما تبقى من “فراطة “في جيوبهم تحت بند الضرائب ،وتطبيقا لشعار:”الإنسان أغلى ما نملك”.
ربما لا تعرف نورسين فريحات ذات السبع سنوات والتي تعيش في أجمل المناطق الطبيعية في الأردن ،وهي عجلون الساحرة والمحرومة من عطف الحكومات عليها ،ربما لا تعرف معنى لعبة باربي العروسة الجميلة المشهورة عالميا،وإن رأتها في السوق فتكون في سوق البالة فقط ،وبالتالي فإن باربي هناك تكون فقدت أكثر من 90% من قيمتها الجمالية وتاأثيرها السحري،وليس سرا القول أن نورسين فريحات لا تعرف البيانو ولم تعزف عليه يوما ،لأنه ليس من تقاليد طبقتها المسحوقة المحرومة من عطف الحكومات المتعاقبة التي تفصل على مقاس المتنفذين وتضم أبناءهم وبناتهم.
الطفلة نورسين سليمان فريحات هي أول مروضة ضباع وذئاب في العالم بشهادة المختصين ،وتأيتها محطات العالم الفضائية لإجراء لقاءات معها ،حول مهنتها المكتسبة التي ربما يعجز عن إتقانها أعتى الرجال ،وربما يعود الفضل في ذلك لوالدها سليمان فريحات صائد الضباع المعروف في الأردن .
لم تتلق نورسين سليمان فريحات الدعم من المنظمات الدولية ،ولم تهتم بها منظمات المجتمع الدولي العاملة في الأردن ،والتي تعنى بتمكين المرأة ،إستنادا على التمويل الأجنبي التي تتلقاه من الغرب ،بحجة تمكين المرأة ،علما إن الهدف الحقيقي للغرب المتصهين هو تدمير الأسرة العربية والمسلمة ،ولأن المرأة عندنا هي عامود البيت فإنهم يركزون عليها ،لمساواتنا بهم ،كونهم فقدوا التماسك الأسري منذ زمن.
كل التحية للبطلة الأردنية النشمية نورسين فريحات التي قهرت الضباع والذئاب معا وروضتها ،وتعايشت معها في بيت واحد ،بعيدا عن الرعاية والتمويل الأجنبي المشبوه الذي ظاهره منعش ،لكن باطنه سم زعاف.