أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
قال تعالى في كتابه العزيز (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت: 41)). فكنت أتساءل من ينسج بيت العنكبوت؟ هل الأنثى؟! أم الذكر؟! أم الإثنين معا؟.ولكن عندما تدبرت الآية فوجدت كلمة “اتَّخَذَتْ” ولم يقل الله “اتَّخَذَ” أو يقل “اتَّخَذَا” بَيْتًا، فتيقنت أن الأنثى وحدها هي التي تنسج البيت لتبيض بيوضها وتفقص البيوض فيه بعد أن تغري ذكر أو أكثر بتلقيحها أي تلقيح بيوضها (لا تلتزم الأنثى بذكر واحد فهذه العائلة منحلة خلقيا وجنسيا). فذكر وأنثى العنكبوت حيوان صغير وذكره يدعي “عنكب” أما أنثاه فتدعى “عنكبوت”، وتأكدت من أن الأنثى هي التي تنسج وتبني البيت فسيولوجيا: فذكر العنكبوت لا يستطيع أن ينسج ويبني بيتاً، لأنه ليس لديه مغزل خاص موجود في نهاية بطنه كالأنثى. فأنثى العنكبوت تقوم ببناء بيتها بخيوط منسوجة بتداخلات فنية وهندسية خاصة بحيث تكون شديدة الحساسية لأية اهتزازات خارجية، وهذه الخيوط مشبعة بمادة لزجة صمغية تلتصق بها أية حشرة بمجرد الاقتراب منها. وتصل عدد الخيوط إلى 400 ألف خيط وطول الخيط الواحد 20 سم. والغريب في أمر عائلة العنكبوت أن بيتها من أوهن البيوت بناء وخلقيا وجنسيا واجتماعيا وعائليا ونفسيا … الخ. وذلك، لأن أي عنكبوت بعد أن يلقحها أي عنكب أو أكثر في بيتها تأكله أو تأكلهم لتنتج سلالات أكثر صحة وتعيش أكثر من سابقاتها، ولتفقص اناثها الجديدة بيوضا أكبر في المستقبل. وبعد أن تفقص البيوض تدور دائرة السوء على الأنثى فاولادها يأكلوها ومن ثم تعود دورة حباة حيوان العنكبوت من جديد. فأي بيت هذا؟! وأي عائلة هذه؟! وأي حياة إجتماعية هذه؟! وأي رحمة بين الأنثى والذكر؟! وأي رحمة بين الصغار وأمهم؟!. نعود الى نص الآية وكأن الله يخاطب الناس من جديد من بعد 1445 عاما هجريا ويقول: الذين يتخذون أمريكا والصين وروسيا وكوريا وغيرها من الدول العظمى أولياء لهم من دون الله كمثل العنكبوت نسجت بيتها وجلبت ذكر أو أكثر لبيتها لتلقيح بيوضها فما لبثت أن اخذت مبتغاها منه أو منهم ومن ثم أكلته أو أكلتهم وتغذت عليه أو عليهم (يا ناكر المعروف) طامعة أن تفقص عناكب وعنكبوتات أقوياء، وبعد ذلك إنقلب السحر عليها وبعد أن فقصت البيوض وكبر الأولاد (أولاد الحرام) أكلوا أمهم. ومن ثم تدمر الأولاد البيت بأيديهم ويخرجوا ليعيدوا نفس حياة العنكبوت من جديد وتبني الإناث بيوتا وتصطاد ذكورا لتلقيحها …. الخ وهكذا يستمر الوهن في بيت العنكبوت الى ما شاء الله. فهل نستطيع أن نقول: أن دولة الكيان ا ل ص ه ي و ن ي كبيت أو عائلة العنكبوت فمهما دعمت الدول العظمى ومنها أمريكا والدول الغربية وغيرها دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي فهذه الدولة بدأت وما زالت وستبقى واهنه لأنها تتخذ قوتها من الدول التي أنشأتها وليس من الله. ومن خلال دراستنا لحياة وتعامل قيادات حكومات هذا الكيان المتعاقبة على عقود فنجد أنها تتصرف كما تتصرف عائلة العنكبوت تصطاد فرائصها عن طريق خيوطها اللزجة والقوية جدا (حرير العنكبوت أقل كثافة من الفولاذ، ونسبة مقاومة الشد إلى الكثافة أكبر بخمس أضعاف منها للفولاذ) وتسحبها داخل بيتها وتتغذى عليها ونجد بأسهم بينهم شديد.، فكما ذكرنا تأكل الأناثي الذكور الذين لقحوهن ويأكل الأولاد أمهاتهم. وستستمر عائلات العناكب يخربون بيوتهم بأيديهم وكذلك قيادات حكومات دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي الى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.