بلال أبو الهدى
لقد بعث الله رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتما للأنبياء والمرسلين وبدين الإسلام ليكون خاتم الرسالات السماوية والأديان. والقرآن الكريم خاتم الكتب السماوية وشاملا لما جاء في الرسالتين اليهودية والمسيحية ويصلح لكل مكان وزمان. وما جاء فيه جاء ليس للمسلمين فقط بل للعالمين أي للناس أجمعين وبالخصوص أهل الكتاب اليهود والنصارى لأنهم أصحاب رسالات وكتب سماوية سابقة وصادرة من مصدر واحد هو الله الواحد الأحد ونزلها بواسطة رئيس أو ملك الملائكة جبريل عليه السلام. ولما تقدم فأي حرف في كل كلمة في كل آية في أي سورة في هذا الكتاب تنطبق على جميع خلقه وليس فقط على المسلمين لانه كما قلنا سابقا جاء نبينا وكتابنا للناس كافة. قال تعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة: 195)). ولماذا ننفق هذه المليارات على الحروب والقتل والدمار … الخ، ولقد برهنت الأحداث منذ تأسيس دولة الكيان وحتى قبل 7 أكتوبر 2023 أن قيادات دولة الكيان تلقي بايديهم شعبهم ومقدرات دولتهم إلى الهلاك. وهل كما يقال: الغاية تبرر الوسيلة وتقوم طائرات دولة الكيان بقصف المواقع التي دخل عليها قوات حماس بما فيها من اليهود حلا سليما؟!، أليس هذا أكبر دليل على أنكم تخربون بيوتكم بايديكم؟!. أليس اصرار قادة الكيان الصهيوني على دخول جيشهم غزة بريا هم ومن معهم من المرتزقة بأنهم يلقون بجنودهم ومن معهم إلى الهلاك؟!. كم أصبح عندهم من قتلى وجرحى وأسرى من جنودهم ومن الجنود المرتزقة خلال عملية دخول غزة بريا دليلا على ذلك؟!. أليس المظاهرات التي تجوب شوارع دولة الكيان في تل أبيب وغيرها من المدن مطالبين قادة الكيان بوقف نزيف الحرب ووقف غزو غزة بريا دليلا على عدم رضا الشعب اليهودي بما لحق بهم من قتل وجرح وأسر لأولادهم وأقاربهم أكبر دليل على أنهم يلقون بمواطنيهم إلى التهلكة؟. أليست المظاهرات التي تجوب شوارع معظم مدن العالم تطالب بوقف الحرب ووقف نزيف الدم بين الطرفين اليهود والفلسطينيين بدليل على عدم رضا العالم أجمع بما يحدث من جرائم قتل وإزهاق للأرواح دون وجه حق؟. إني لكم يا قادة دولة الكيان ناصح آمين، آن لكم أن تقنعوا الآن قبل غدا بأن العالم أجمع أصبح يعلم بعدالة القضية الفلسطينية وأن الفلسطينيين لهم حق في بلادهم فلا بد من الجلوس مع قادة الفلسطينيين وأولهم حماس على طاولة المفاوضات لحل هذه القضية بما يرضي الأطراف جميعا وينهي هذا الصراع الدموي الذي استمر لأكثر من 75 عاما ويعيش الشعبين اليهودي والفلسطيني بسلام وأمان وطمأنينة بما تبقى من سنين هذه الدنيا. وعلينا جميعا أن نأخذ دروسا من الحروب السابقة ونقنع بأنها لم تفد أي من الطرفين فلنجرب السلام ولو لمرة واحدة بكل صدق وأمانة ولا نرجع عن هذا القرار ولا نكون من الفريق الذين يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه كما قال الله في القرآن الكريم (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (البقرة:75)). ولا نكون من الفريق الذي ينبذ ويخون العهود وينقض المواثيق كما قال الله في القرآن الكريم (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (البقرة: 100)). ويكفي استغلال دول العالم لكم واستخدامكم أكباش أو كباش فداء لهم.