سهير جرادات
ها قد انتهى فصل الشتاء، ومن المعروف أن الشتاء دائما يكشف العيوب، ليكتشف معظم الأردنيين العيوب التي تعانيها منازلهم ، وأهمها وأخطرها تلك التشققات والتصدعات التي أصابت أسطح المنازل، والتي تسمح بتسريب المياه لتنشر الرطوبة والعفن في أرجاء المنزل ، كنتيجة حتمية لمعاناتهم من ( الدلف..).
لم يعد الصمت ممكناً ، بعد أن خرج الحديث عن ( الدلف ) إلى العلن ، ولم تعد تقتصرالشكوى منه داخل المنازل ، وخرجت للعامة ، حتى أصبح موضوع الدلف حديث الساعة، يتم تداوله في المجالس العائلية وفي الاجتماعات العامة ، ويتمحور الحديث الرسمي حول الاعتراف بوجود ( دلف ) داخلي وتحديد مصدره بكل جرأة ، وتوجيه ( التوبيخ ) لضعف الإدارة ، فيما تتم الإشارة بوجود ( دلف ) خارجي ، لكن دون تحديد مصدره ، إضافة الى عدم التطرق إلى كيفية علاج ( الدلف ) أو حتى على الأقل الإفصاح عن توفر نية الإصلاح ..
مع الوقت ، ولعدم الاكتراث بالشقوق والتصدعات في المنازل ، ازداد الأمر سوءا بعد انتشار المياه في جميع ارجاء المنازل ، وتسببت بالرطوبة والعفن اللذين “عششا” في الزوايا المهمة ، الأمر الذي قد يتسبب في قِصر عمر الأبنية ، لدرجة انه اصبح من الصعب جدا استمرار العيش بهذا الوضع ، ولا بد من إجراء الإصلاحات اللازمة والقيام بعملية عزل للسطح لسد الثقوب التي تعود لعقود سابقة ..
لم يعد بإمكان سكان المنازل السكوت عن هذا ( الدلف )، الذي عكر عليهم صفو حياتهم ، خاصة بعد تجاهل رب الأسرة الاستماع لمطالبهم، ونصائحهم بإجراء الإصلاحات المطلوبة قبل ان ينتشر خطرها على البناء واهله، وتغاضيه عن الأمر لسنوات طويلة ، وهم ينتظرون منه التحرك دون أن يتقدموا بأي طلب بذلك ، إلا أنه تمادى بتجاهل حقوقهم بمنزل لا يدلف ، كما كان ينكر عليهم حقهم في التعبيرعن رأيهم في الإصلاح ، وصولا لمنزل منيع وقوي لا يدلف ، وبعد أن وصلوا إلى حد الانفجار تجاه ما يعانون اعتبرت مطالبهم بأنها حراك “غير مشروع” ، وان غض الطرف عن أن أي حراك بالمطالبات هو نتيجة حتمية للضغط والاستهتار بحقوقهم .
بدأت المشاورات لتحديد الخطوة الأولى على طريق الإصلاح ، بحيث يتم بداية تنظيف الأسطح ، ثم عزله لسد التشققات والتصدعات الموجودة ، مستخدمين أحدث الخلطات التي يتم التوافق عليها مع جميع السكان المشتركين بالسطح ، ليصار بعدها لعمل صبة الميلان أو التبليط أو استخدام الروبة وآخر خيار هو استخدام (الزفتة ) السخنة في الثغرات والثقوب والشقوق لوقف ( الدلف ) ، بحيث تضمن أن تعكس أشعة الشمس اغلاق جميع المنافذ وتحقيق الأمان داخل المنزل، بالتالي تمكين السكان من استخدام السطح بعد إزالة التشققات والعيوب منه ، وهذا لا يعني تجاهل عزل واجهات الحجر، وإعادة تكحيلها من جديد ..
السكان، المتضررون من الدلف والرطوبة والعفن اكتشفوا- وهم يناقشون طرق الإصلاح – أنهم خرجوا من تحت ( الدلف ) والعفن الذي عكر حياتهم ، ليقعوا تحت (مزراب ) الاتهامات بالخيانة والولاء الخارجي وأنهم من أصحاب الأجندات ..
ترى كل المشكلة في السطح .. لأنه إذا صلح السطح ، صلح حال المنزل كله ..