مصطفى الشبول
يا عيني عالبساطة
من يعيد ذاكرته ويرجع بها قليلاً ويدقق الملاحظة على كافة الصحبات والشلل والرفاق من أيام المدرسة وحتى أيامنا هذه، يرى أن معظم الشلل والرفاق يكون احد أعضائها شخص سمين وجسمه مليان (دبدوب) وغالباً ما يكون قصير ، ويكون له صفات مميزة ومختلفة عن باقي الرفاق حتى أن دوره ومهامه تختلف ، وغالباً ما يُطلق عليه لقب فاكهة الرفقة ، ولا ينجح مشروع طلعة أو سهرة أو أي شيء إلا بوجوده لأنه يترك فراغ كبير ومكان واسع إذا ما تواجد … ففي أيام المدرسة يكون هذا الشخص معروف للجميع و محبوب لدى المعلمين ويعمل على مسح اللوح وشحدة الطباشير والمَسّاحة من الصفوف الأخرى للمعلم بالإضافة إلى سرد القصص والحكايات بآخر الحصة، وفي حصة الرياضة يختاروه حارس للمرمى أو معالج للفريق، أما على مستوى العمل مثل قطاف الزيتون توكل له مهام تحضير الطعام وعمل الشاي والقهوة والتنسيق مع سائق البكم وصاحب الزيتون ويكون عمله مقصور على جمع الزيتون الساقط تحت الشجر وقطف الأغصان المقطوعة يعني كل شغله على القاعد … أما بالرحلات والطلعات فيتوكل بعملية الشواء وطبخ الصاجيات ، ويأكل وهو منبطح ومتمدد على الأرض وبعد الأكل يأخذ غفوة ، ودائماً يلبس اللباس الصيفي بغض النظر عن حالة الجو (صيف شتاء) … أما في بيته وبين أهله يكون له الدلال من الوالدين وهو من يختار طبخة اليوم ونوعها ويختار مكان الرحلات العائلية، ودائم التواجد في المطبخ …
والأهم من كل شيء بأن هذا الشخص ( الدبدوب) يمتاز بالعفوية والبساطة وطيبة القلب ولا يهمه شهرة ولا سمعه ولا يكترث إلى تصوير ولا يهتم بما يقولون عنه أو إذا ما كتبوا ونشروا عنه لأنه يتصرف بطيبته وبطبيعته وليس عنده شيء من الرياء والكذب ، ولا ينظر إلى انجاز قام به ، ولا يمنن على أحد بخدمة ولا ينسب لنفسه شيء لم يفعله كما يفعلون اليوم، وإنما يفرح إذا حقق السعادة ورسم الابتسامة على وجوه من حوله… يعني ماشي عالبساطة البساطة …ويا عيني عالبساطة…