اسعد العزوني
إنقضى يوم الإنتخابات أمس بعجره وبجره وسخطه ومخطه،وكان يوم نحس بامتياز ،لأنه أفرز لنا نوابا ربما لا يصلحون للمهام التي ستناط بهم ،إلا من رحم الله وهم قليل،كما أنه أظهرنا امام العالم على أننا شعب همجي،نصمت ونغض الطرف عن “جارنا”العدو” ،لكننا نشهر أسلحتنا وما أكثرها لنفرغ رصاصها في الهواء ،ليقتل أطفالا لا ذنب لهم سوى أنهم عاشوا في زمن الرجولة بالمقلوب.
قبل الغوص في ذلك لا بد التذكير بأن الحكومة منعت النقابات المهنية من اجراء انتخاباتها المستحقة، بحجة جائحة كورونا “الكذبة “الكبرى التي إستخدمت سلاحا وتجارة،في حين أن هذه الحكومة أصرّت على إجراء الإنتخابات البرلمانية ،وفسحت المجال للعشائر والقبائل كي تجري إنتخابات داخلية لفرز مرشحيها ،بدون الأخذ بعين الإعتبار الإختلاط الحاصل في زمن الكورونا،كما أنها أجرت بالأمس هذه الإنتخابات التي أفرزت نوابا على المقاس منهم 100 طبعة جديدة ،وهذه مخالفة دستورية،إذ كيف يتم اخلاء أسماء نيابية لامعة مخضرمة ،إلا إذا كان المجلس المقبل وحسب تركيبته الحالية مقبل على تمرير أمر جلل،بالتوافق مع حكومة دولة الرئيس بشر الخصاونة التي لنا عليها ألف ملاحظة وملاحظة.
لم تمض العملية الإنتخابية بشفافية وطنية ،بل كانت هناك مخالفات تتعلق بالمال السياسي إذ وصل ثمن الصوت في العاصمة400 دينار بينما في الزرقاء على سبيل المثال ،فقد وصل سعر الصوت إلى خمسين دينارا،وهذه مخالفة كبيرة أخرى ،إذ أن من يشتري المقعد النيابي لا يهمه مصلحة وطن أو شعب ،بل جاء لتنفيذ أجندة تآمرية على الوطن والشعب ،والكلام في هذه القضية كثير جدا ،ولا يجوز أن نترك من يطلقون على أنفسهم لقب معارضين أن يكونوا هم مصدر معلوماتنا في زمن الإعلام الأسود الذي يطلق عليه إسم وسائل التواصل الإجتماعي.
وكأننا لا نعاني من كورونا وهذا ما اكتشفناه في لحظة غفلة الحكومة المحسوبة ،التي غضت النظر عن جحافل ذوي الناجحين الذي أشعلوا أجواء الأردن بالرصاص ،وكأننا في حالة حرب مع العدو الجاثم على صدورنا منذ ما يزيد عن السبعين عاما، ولم نخض معه مواجهة ترقى إلى مستوى ما جرى بالأمس في كافة محافظات المملكة ،التي كشفت انفلاتا أمنيا لا مثيل له إذ أن الناجحين “المشرعين “الجدد ،إرتبكوا العديد من المخالفات بدءا من التجمعات في ظل الكورونا ،وانتهاء بإطلاق غزير للرصاص ،حتى أن أطفالا كانوا يطلقون الرصاص من رشاشاتهم .
مجمل القول وهذه همسة في آذان المعنيين أننا سجلنا بالأمس حكومة وشعبا أوجها عديدة من الفشل ،بدءا بهوية وماهية البرلمان الجديد،وإنتهاءا بمسلكيات النواب الجدد ،مرورا بممارسات الشعب العاطفية التي خرجت عن الحدود ،وانقدنا إلى عواطفنا بعيدا عن الولاء والإنتماء الحقيقيين لهذا الوطن.