فارس الحباشنة
عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة عاطفية للاحتفال ، ويوم اجازة . 25 ايار تاريخ مقدس وعظيم ، وهو حالة وجدانية وطنية قائمة ومتفاعلة ، واقرار باجلال وجميل وعرفان ل ..
من بنوا الاردن ، والمؤسسين من صناع الاستقلال وحامته ، ومن دافعو عن الدولة الاردنية ، ومصالح واهداف الاردن في معارك الكرامة وايلول وفلسطين وباب الواد والقدس ، والعراق وسورية .
ومن رسخوا استقلالا حرر الدولة من النفوذ الاجنبي ، وحمى الاردن من جوار اقليمي ملتهب بالانقلابات العسكرية ، وطرد كلوب ،و كان الاستقلال البداية الجديدة لبناء الدولة جيشا ومؤسسات وسلطات ، وسن دستور ، وتدشين عصر البناء والتقدم في التعليم والصحة والنقل .
وما احوجنا اليوم للاحتفال بالاستقلال ، وما احوجنا لكي نعيد ترتيل قيم ومبادئ الاستقلال التي قاتل وناضل الاجداد لتحقيقها .. الاستقلال فكرة وجود وطنية وطريق حياة ونجاة .. والاستقلال اليوم وليد لصناعة المناعة الذاتية والقوة الذاتية .
حالة من الاستنفار الوطني .. كيف نال الاردن استقلاله ؟ وكيف تخلص من قبضة الاستعمار البريطاني ؟ وماذا قدم الاردنيون ليكسبوا معركة الاستقلال ؟ وكيف ارسى الاوائل قيم ومبادئ وعقيدة الاستقلال ؟
الاستقلال درس في حب الوطن .. ومناسبة لتعليم الابناء والاحفاد والاجيال القادمة على حب وعشق وغرام ووله الاردن .. ومهما كانت الاحوال والمنغصات والظروف الصعبة والبائدة والعتيدة ، وقهر وظلم لقمة الخبز والعيش الكريم ، فالاردن وطن كبير وعظيم وجليل ويستحق الاحتفال .. ونعم ، يستحق التضحية والشهادة والدم ، وفداء الارواح والاجساد .
واكرر يوم الاستقلال ليس مجرد عطلة ومناسبة للسياحة الداخلية ورحلات الهش والنش والتنزه ، والحجز في فنادق البحر الميت والعقبة .. يوم عظيم وجلبة وطنية للاستذكار ولحمة مع التاريخ والروح الوطنية .. استذكار لمؤسسين خالدين.. وخوفي ان تنساهم الاجيال الجديدة .. جيش وعسكر وسياسيون وفلاحون وحراثون ، شيوخ عشائر وزعماء وطنيين ، واهل علم وراي .
لنروي في يوم الاستقلال حكايا التاسيس ، وكيف ولد هذا الوطن في عين العاصفة ؟ وكيف ولد الاردن عصيا على الاخوة العرب قبل العجم ؟ وكم تعرض لمؤامرات واحتيلات سياسية داخلية واجنبية لتصفية الدولة الاردنية ومشروعها الوطني التاريخي ؟
هناك من يكره الاردن ، وهذه حقيقة .. واعرف ان هناك من يكره « كلمة الاستقلال» لانه لا يعترف بالاردن . ومن يؤمنون بترهات واوهام ساذجة تصب في مصلحة المشروع الصهيوني /التوراتي .
اولئك ليسوا مهمين كثيرا ، واسميهم « اعداء الداخل» ، وما اخطرهم والعن وجودهم ونفوسعهم الحاقدة والسوداء بحق الاردن وطنا ودولة وشعبا .. والاحداث وتطوراتها تعري مشروعهم الباطني والخفي لتدمير استقلال الاردن .
احب الاردن ، واحب الاردن حتى الجنون .. نعم ، الجنون ، ولانعت باني «شوفاني» ، فهذا شرف ووسام عز وكبرياء لوطن لا نملك غيره على الخريطة ،ولارض طهورة نحبها ونفديها بالدم والروح .
نحن من تراب هذا الوطن .. واجسادنا كالصوان والحجارة مرسومة وثابتة بفعل الطبيعية وحتمية الوجود .. والاردن مشروع وطني كبير ، مشروع سياسي وفكري وانساني .. نفخر بالاستقلال ونباهي العالم باستقلالنا ، ونتحدى الداني والقاصي باننا صامدون وباقون في خندق الاردن .. ومهما
غلظت المؤامرات ، فالاردنيون بالعزيمة والصبر والرباط قادرون على صدها ودحرها .