م.محمود عبيد
لماذا لا يتم اعادة تقييم للعملية التربوية في الأردن و معالجة الترهل في النظام التعليمي و التربوي
ها هو اضراب المعلمين العادل قد دخل اسبوعه الرابع و الوطن لا يهمه امهم و امر جيل باكمله عدده يعادل ربع سكان المملكة و ها هو الوطن يمارس حياته اليومية دون ادنى اكتراث لجيل يتغنى و يتباهى بمصلحتخ قباح مساء و يعقد اللقاءات و يقيم المؤتمرات لنبين للعالم اننا منجم طاقات بشرية نقوم على الأهتمام بها و بمصلحتها و لكن ما هذا الا شعارات للأستهلاك العالمي و نحن لا يهمنا الا انساء الأكاديميات و المؤسسات التي تعنى بفئة معينة من المعلمين اما البقية فهم لا يمتون للوطن باي صفة ان القلب يتالم الى ما النا اليه من استهتار و استخفاف بشؤون الأجيال و شؤون هذا الشعب اين نحن من الأيام التي خلت عندما كان الأنسان فعلا” و قولا” و اهتماما” اغلى ما نملك. الأن ما يهمنا ان لا نصغي لطلبات الشعب و الأنسان اخر همنا و جيوبنا و ما يدخل اليها اولوية وجودنا على الأرض.
بعيدا” عن ما يعتصر القلب من الم لما أل اليه حالنا, اذا ما طالعنا بنظرة تحليلية بسيطة نسبة عدد الطلاب الى المعلمين في الأردن حسب ما هو متداول خلال مفاوضات اضراب المعلمين نجد ان عدد المعلمين المضربين و المنتسبين الى النقابة حسب تصريحات وزارة التربية و التعليم 135,000 معلم و عدد الطلاب المنتظمين في المدارس الحكومية هو 2,000,000 طالب و بحسبة بسيطة نجد ان نسبة المعلمين للطلاب هو 1معلم/ 15 طالب و هو لا يمت للواقع بصلة فغالبا” ما يكون عدد طلاب اي صف مدرسي في المدارس الحكومية لا يقل عن 35-40 طالب اذا لم يكن اكثر اي 3 اضعاف النسبة و نجد ان لكل 534 طالب مدرسة. مما تقدم و اذا ما صحت هذه النسبة نجد ان هناك ترهل اداري في المنظومة التعليمية لصالح من و من المستفيد لا نعلم. كذلك المعلم الواحد معدل دوامه لا يتجاوز 4-5 ساعات في اليوم الواحد اضف الى ذلك نجد ان هناك في بعض المناطق هناك 4-5 مدارس تخدم منطقة سكنية واحدة او حي واحد في حين هناك احياء و اماكن سكنية تفتقد الى المدارس. فمشكلة الوطن ليست بالعلاوات التي يطلبها المعلمون و انما بناقوس الخطر الذي يقرع لينبهنا بالترهل الأداري المسيطر على وزارة التربية و التعليم و عدد المدرسين الذين هم ضعف العدد المطلوب و عدد المدارس التي يتجاوز عددها ما تحتاجه الأردن مع عدم وجود خطط و استراتيجيات تقوم على وضع الخطط التربوية و تنظيم بناء المدارس و صيانتها و العمل على توسعها لعقد قادم من الزمن. لقد شاهدنا و لمسنا ان التعليم و الأجيال القادمة من خلال ما مررنا به في هذه الأزمة انه اخر اوليات الوطن و ان كافة الشعارات و الخطب الرنانة التي تطلق على المنابر و في المحافل الدولية ما هي الا للأستهلاك العالمي و للتسول من خلالها و ان الوطن يعمل من اجل الأجيال القادمة التي هي صانعة الوطن و القائمين على بنائه عمرانيا” و علميا” و تربويا” كذب بكذب فجيوبنا هي اولويتنا و تدمير البلد هو نهجنا و المعلم و الطلاب لا يعنونا ما يعنينا من هم منتسبون لمدارسنا و يسددون في اول العام الأقساط التي تدخل الى حساباتنا . ها نحن نرى ان الوطن لا يهمه لا الأجيال القادمة و لا تعليم و لا تربية 2,000,000 طالب من ابناء وطنه و ها هو الوطن يقوم بالسير بالبرنامج الذي يلبي تطلعاته و اهدافه و لم يكلف خاطره ليواسي الطلاب و ان يكلم معلميهم و هم من كانوا بكلمة واحدة على استعداد ان يفدوا الوطن و الطلاب و نحن نتكلم عن 20% من مجموع عدد سكان هذا الوطن و لكن للأسف الوطن متعنت اكبر من ان يواسي و يستجدي ابنائه على ان يصبروا. الرسالة وصلت يا وطني ابنائك لا يعنوا لك شيء و لا يهمك امرهم و ما يعنيك هو مصلحتك و مصلحة عائلتك فقط و كيف تسوق نفسك يا وطن على انك الوطن الذي يهمه امر القضايا العالمية قبل الداخلية يود ترتيب البيت الخارجي قبل ان يرتب بيته الداخلي, لو كان مصلحة ابنائك تهمك لكنت تدخلت و تجاوزت حكوماتك يا وطن كما تجاوزتهم في امر موازي لطلبات معلميك و اثبت لشعبك ان هذه الفئة لا تعني لك شيء. يجب علينا كابناء لهذا الوطن ان نعيد حساباتنا و ان نراجع هل ما زال ولائنا لهذا الوطن الذي نفث ابنائه و لم ينبت بكلمة مؤازرة او دعم او استنكار كأن المشكلة في ارض اخرى و لشعب اخر لا يعني له شيء. اذا ما كان لدي ابناء سوف احملهم و اهاجر بهم الى مكان يحفظ لهم كرامتهم و يقدر وجودهم و يتالم لمشاكلهم فالوطن لا يعنيه الا المعلمين الذين يعملون في مدارسه و مدارس حاشيته اما ما عدا ذلك فمصلحته ان تدمر المنظومة التربوية و التعليمية من اجل انعاش تجار التعليم و تنهض اكاديمياته في هذا الوطن و حتى يتم امتصاص المواطن حتى اخر قطرة لرهانه ان الأباء لن يتوانوا عن تقديم الغالي و النفيس و ارواحهم من اجل مستقبل ابنائهم كما يفعل الوطن فهو لم يدخر جهدا” من اجل تدمير جيل باكمله لينعش تجارته و تجارة تجار الرق الأبيض من المدارس التجارية , و الأكاديميات العائدة للمتنفذين. من يدعي ان الأردن بلد ليس فيه موارد و ليس فيه شعب فهو واهم فالآردن غني بموارده البشرية و الزراعية و الأقتصادية و المعدنية المنهوبة جميعها بمباركة من المتنفذين. لقد تناسى الوطن او لم يقرا الدستور الذي ينص على ما له و ما عليه فهو لا يهمه من الدستور الا ما هو له و ما يمكنه من بسط سلطته على مقدرات هذه الأرض الطيبة و اهلها, لقد نصت المادة 6 على ان تكفل الدولة العمل والتعليم لمواطنيها و لكن للأسف العمل للمتنفذين و العلم و التعليم الجيد اصبح حكرا” على من يستطيع ان يدفع اكثر لتجار العلم.
رحم الله وصفي التل عندما جاءه حمد الفرحان يساله ان يسمح بانشاء مدارس خاصة في الأردن فاستشاط غضبا” بان يصبح التعليم للأردنيين برسوم, اين انت يا وصفي لترى اين اصبح التعليم و اين انت يا الحسين لترى كيف اصبح انسانك بعد ان تركته اصبح ارخص شيء بالنسبة للوطن و مصالحة. علينا ان نعيد حساباتنا و نعيد تقييم لمنظومتنا التعليمية و ان نتجاوز الترهل الأداري الذي تعاني منه منظومتنا التعليمية و العمل على التخفيف من الثقل الذي على اكتافها و ان تعمل من اجل الجودة و النوعية لتنافس المدارس الخاصة بعطائها و لتكون مسعى لمن يريد افضل تربية و تعليم لأبنائه. و يجب ان تكون كافة المؤسسات التي تعنى بالتعليم و المعلمين تنطوي تحت مظلة الحكومة و تحمل اسم الاردن الذي نعتز و نفتخر به و نزود عنه بارواحنا. فهذه المؤسسات قائمة على ارض الأردن و ممولة بمساعدات الأردنيين. حماك الله يا اردن.