الباحث محمود شريدة
من التاريخ المنسي / 7 الشيخ راشد باشا الخزاعي
الذاكرة الوطنية زاخرة برجال كبار بفعلهم ، عظماء بانتمائهم العربي الأصيل، كعهد الأردنيين في كل زمان، لم تكن وطنيتهم الناصعة إلا صورة عن عمق نضالهم وولائهم للقضايا العربية، فلقد قدموا للأمة وطناً عربياً حراً آمناً مازال يحتضن الأشقاء كلما ادلهمت الخطوب وأغلقت المنافذ.
نشأته :
ولد الشيخ راشد الخزاعي عام 1850م في كفرنجة مركز زعامة عشيرة الفريحات ، والدة الشيخ خزاعي الضرغام ، والدته عذراء الرواشده (1)، نشأ وترعرع في بيت كان محور الزعامة العشائرية لمنطقة عجلون، وتلقى تعليمه في أساسيات القراءة والكتابة، وحفظ بعض القرآن الكريم في الكتّاب، أما التعليم الحقيقي، فقد تلقاه في ديوان والدة ، الديوان الذي يعد جامعة في علوم الحياة الاجتماعية ، كونه المكان الذي يؤمه أصحاب الحاجة، وتعقد فيه الاجتماعات العامة، وتتخذ فيه القرارات الهامة ….
تزوج الخزاعي أربعة نساء حسب حفيدة الأستاذ المحامي معن الخزاعي : الزوجة الأولى خزنه المومني ، توفيت ولم تنجب أبناء , أما الثانية : يقال لها بنت طراد من بلدة عرجان ، أنجبت ولدين هما :محمد وفهد , ولأنه كان محبا للأبناء والعزوة ، تزوج الثالثة من رفقه الحسن ، وهي بنت الشيخ حسن البركات (شيخ عشيرة الفريحات وشيخ جبل عجلون لمدة تزيد عن 15 عاما بتفويض من السلطات العثمانية ) , ورفقه الحسن كانت أشهر نساءه ، وكان لها دور كبير في استمرارية زعامة راشد وإجماع العشيرة عليه حتى وفاته , كانت رفقه متعلمة تتقن القراءة والكتابة وتنضم الشعر ، وقد أنجبت ستة أبناء هم : (فوزي , لطفي ، شفيق ، محمود , فواز , فايز ) توفت رفقة الحسن عام 1928م ، فتزوج بعدها الزوجة الرابعة(2) وهي أخر زوجاته ، واسمها بهيره بنت محمد صالح الصمادي، وكانت متزوجة قبل الخزاعي رجلا سوريا من ال الملقي , وكان معها من زوجها السابق ولدا اسمه (حسني) وبنت اسمها( وصال ) تبناهما راشد الخزاعي وجعلهما كأبنائه وأصبح الحاج حسني فيما بعد رئيس بلدية كفرنجة لأكثر من دوره .
أنجبت ألسيده بهيره الصمادي خمسة أبناء ( رفيق , وفيق , فائق , حسان , إحسان )
دوره في الحياة العامة:
كانت زعامة عشيرة الفريحات يتداولها أبناء الفريحات من فرعين الأول أبناء بركات الأول ومن أولاده يوسف البركات الذي تسلم زعامة العشيرة عام 1761م(3) وهو المؤسس الحقيقي لزعامة الفريحات ، ومن بعده ابن أخيه بركات الثاني وأبناءه حسن وحسين البركات وهؤلاء هم أشهر زعماء في العشيرة من هذا الفرع ,أما الفرع الثاني هم أبناء سلامه بن سليم بن فريح ومن نسله مصطفى وحفيده ضرغام وولده خزاعي وبعده الشيخ راشد الخزاعي الذي كان زعيما لهذا الفرع في حياة الشيخ حسين البركات .
نستطيع القول ان الشيخ راشد الخزاعي بداء دورة في زعامة جبل عجلون بشكل فعلي وباعتراف رسمي من الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين الماضي ، بعد وفاة الشيخ حسين البركات ، وتعزز دورة بعد أن تزوج ابنة الرجل القوي والشيخ الأسبق حسن البركات الفريحات ، الذي توفي عام 1881م والذي وصفة الرحالة (اوليفانت)(4) سنة 1879م بأنه يستطيع أن يجند 1400 فارس ، في الوقت الذي لا يمكن لغيرة تجنيد عشرة فرسان ، وبذلك جمع ثقة فرعي الزعامة في العشيرة .
منح الشيخ راشد في عام 1904م لقب باشا مع وسام الإخلاص من قبل السلطان عبد الحميد (ويقال بان هذا الوسام لا زال محفوظا عند احد أحفاده ) ،استمر الشيخ راشد الخزاعي يمارس دورة في الزعامة المحلية في ناحية كفرجة التي تم تأسيسها عام 1885م(5) التي تضم ألان محافظة عجلون وقسم من محافظة جرش ، وكان له دور قيادي فيها وكان مزود بعدد من الجنود ليساعدوه في عملية حفظ الأمن وتحصيل الضريبة من السكان .
يذكر انه في عام 1916م وبعد الاحتجاجات على مظالم جمال باشا في حق الأحرار العرب(6) ، راجع جمال باشا نفسه وأراد أن يظهر للناس انه غير من سياسات القهر والظلم الذي اتبعها في بداية الحرب ، إذ طلب مقابلة زعماء وشيوخ بلاد الشام لمقابلته في مقرة في قصر العظم في دمشق وكان من ضمن المدعوين راشد باشا الخزاعي ، فذهب ومعه وفد مكون من أربعين خيالا من وجهاء جبل عجلون ، وعندما اخذ دورة بالحديث كانت له كلمة وطنية مؤثرة نالت إعجاب الحضور .
وفي نهاية الحرب وسقوط الدولة العثمانية سيطرة القوات العربية على سوريا وتأسست فيها الدولة العربية برئاسة الملك فيصل بن الحسين ، كانت شرق الأردن تتبع لها وبعد إعلان بريطانيا عن تجزئة البلاد السورية وصدور وعد بلفور ، قامت الاحتجاجات في البلاد العربية ، وعلى اثر ذلك عقد مؤتمر الصلح في باريس وحضرة الملك فيصل مندوبا عن البلاد العربية ، وعلى اثر ذلك قامت الشخصيات والزعامات العربية في البلاد السورية وخاصة شمال الأردن بالإبراق الى الملك فيصل يعبرون عن غضبهم وسخطهم على مشاريع التجزئة ووعد بلفور ، وكان راشد الخزاعي من أوائل الشخصيات الوطنية الموقعين على برقية الاحتجاج وذلك في 10-11-1919م .
جرت بعد معركة ميسلون وسقوط الدولة العربية في سوريا تطورات متلاحقة في المنطقة ، خرج عدد من أحرار العرب في سوريا الى شرق الأردن مع وصول الأمير عبدالله بن الحسين الى معان والتفاف أحرار العرب حوله ، يقول : محمد علي العجلوني عندما بلغني خبر وصول سمو الأمير عبدالله الى معان مضيت مع خلف واحمد التل الى معان ، كي نكون في خدمة القضية العربية التي يتبناها سمو الأمير ، وأبلغناه بان شرق الأردن بأسرة تؤيده ، وبعد أسابيع انتدبني الأمير لمرافقة الشريف علي بن الحسين الحارثي الى عمان ، ومنها تم مكاتبة زعماء شمال الأردن ، وكان رد هم علية بتجديد البيعة له ، ومن ضمنهم راشد باشا الخزاعي .
وفد بعد تأسيس الإمارة الأردنية قدم إليها أعداد كبيرة من أحرار العرب واتخذوا من شمال الأردن وخاصة جبل عجلون قاعدة لهم ، وذلك لصعوبة تضاريسها وكثافة غطائها النباتي وصعوبة اجتيازها او ضبطها من الناحية الأمنية ، وقد شكلوا فيما بعد حزب الاستقلال ، الذي كان يهدف الى مقاومة الاحتلال الأجنبي بالسلاح(7) ، وقد شارك عدد من أبناء عجلون في دعم هذا الحزب وذلك بانضمامهم إليه كأعضاء ، ومن هؤلاء راشد الخزاعي ، سليمان السودي ، سالم الهنداوي وتركي الكايد وغيرهم .
نشط الاستقلاليون في عام 1924م ببعض الأعمال الثورية على الحدود الشرقية الأردنية ضد القوات السورية ،أحتج الحاكم العام الفرنسي في سوريا الى حكومة الانتداب البريطاني بالضغط على إمارة شرق الأردن بمنع عمل الثوار السوريين من أراضيها وهدد باجتياح شمال الأردن إن استمر عملهم من الحدود الأردنية .
وجهة الحكومة البريطانية بتاريخ 19-8-1924م إنذارا الى حكومة إمارة شرق الأردن(8) لوقف النشاطات الثورية ضد فرنسا في سوريا من أراضيها وإبعاد زعماء الاستقلال السوريين . انصاعت حكومة علي رضا ألركابي للإنذار وقامت بإبعاد الزعماء السوريين الى معان ، وعلى اثر ذلك قامت المظاهرات في الإمارة بتشجيع الزعماء الوطنيين ، وتعرض رئيس الحكومة للاعتداء من قبل احد المواطنين ، فقامت الحكومة باعتقال بعض الشخصيات الوطنية ومنهم راشد الخزاعي فترة من الوقت .
وعند قيام الثورة السورية في جبل العرب وقف الوطنيين الأردنيين ومن ضمنهم راشد الخزاعي مع الثورة السورية وساندوها ، مما دفع قائد الجيش الأردني الجنرال فريدريك بالاجتماع بالزعماء الوطنيين في الأردن ، وطلب منهم التزام الحياد تجاه الثورة السورية إلا أنهم لم يأبهوا بحديثة واستمروا بمساندة إخوانهم السوريين .
محطات مهمه في حياة راشد باشا الخزاعي
أولا : غادر الملك فيصل سوريا الى حيفا ومعه اللواء علي خلقي الشرايري ، بعد معركة ميسلون وسقوط الدولة العربية في سوريا ، طلب الملك فيصل من علي خلقي ان يعود الى عجلون ويشكل حكومة فيها تخلف الحكومة العربية في سوريا ، وفي اب من عام 1920م عاد الشرايري الى اربد(9) واجتمع بالزعماء الوطنيين ومن ضمنهم راشد الخزاعي ، واتفقوا على مقابلة المندوب السامي البريطاني لمعرفة نوايا بريطانيا بخصوص شرق الاردن فارسل اليهم نائبة الميجر سومرست فاجتمع بهم في ام قيس بتاريخ 2-9-1920م ووقعوا على اتفاقية سميت فيما بعد باتفاقية ام قيس ، وقد وقع عليها الشيوخ التالية أسمائهم : راشد الخزاعي ، سعد العلي ، سليمان السودي ، ناجي العزام ، محمد الحمود ، تركي الكايد ، نجيب فركوح ، وبتاريخ 7-9-1920م تشكلت هذه الحكومة باسم حكومة عجلون ، وقد انتخب لها مجلس تشريعي سمي (المجلس الإداري التشريعي )، وكان يتألف من :
راشد باشا الخزاعي عن جبل عجلون ، سعد العلي البطاينه ونجيب فركوح عن منطقة بني جهمة ، سليمان باشا السودي عن منطقة السرو ، ناجي باشا العزام عن ناحية الوسطية ، محمد الحمود الخصاونة عن منطقة بني عبيد ، تركي الكايد العبيدات عن ناحية الكفارات ، كليب الشريدة عن ناحية الكورة …
تعرضت هذه الحكومة بعد عدة أيام للانشقاقات أدت الى تشكيل خمسة حكومات من ضمنها حكومة جبل عجلون ، تزعمها راشد باشا الخزاعي ، وجعل مركزها بلدة عجلون ، وتولى السيد علي نيازي التل إدارة هذه الحكومة ، تولى قيادة الدرك فيها الملازم عبدالله الريحاني ، وشكل الخزاعي مجلسا ترأسه بنفسه دعي باسم (مجلس العشرة )(10) ، وذلك لإدارة الناحية وتصديق الميزانية .
ثانيا : كان الخزاعي عضوا بارزا في العديد من الحركات القومية ، انخرط مبكرا في العمل الحزبي مع بقية زعماء المنطقة ، وقاد مظاهرة في اربد شارك بها العديد من المواطنين من مختلف المناطق في شمال الأردن للاحتجاج على إعدام الانجليز لكل من المناضلين الفلسطينيين الثلاث : فؤاد حجازي ، عطا الزير ، ومحمد خليل جمجوم ، أثر ثورة البراق في القدس الشريف عام 1930 ، كما شارك الخزاعي في الاجتماع الذي جرى في مدينة القدس في 5-8-1930م ، على اثر الاحتفال بانجاز الأعمار الذي تم في المسجد الأقصى المبارك ، وقد حضر هذا الاجتماع عددا من شخصيات الأردن ، بالإضافة الى الخزاعي كل من حسين الطراونة ، سليمان السودي ، علي نيازي التل، ومحمود الفنيش(11) وغيرهم …
ثالثا : كان للحس الوطني الكبير الذي يتمتع به راشد الخزاعي جعله يواظب على المشاركة في كل الفعاليات والنشاطات الوطنية التي كانت تقام في ربوع الأردن ، فقد حضر كل المؤتمرات الوطنية التي انعقدت في الأردن، وسنأتي على ذكرها فيما بعد .
رابعا : كان لراشد الخزاعي دور بارز في الثورة الفلسطينية عام 1936م ، حيث كان يوفر الحماية المباشرة للثوار الفلسطينيين وزعاماتهم في جبال عجلون الحصينة ويمدهم بالمؤن والسلاح ، ويساعد على تشجيع أبناء المنطقة للاشتراك مع الثوار الفلسطينيين . كما دعم حركات التحرر العربية مثل الثورة السورية ، حيث استقبل في كفرنجة مئات المناضلين السوريين الذين نزحوا من سورية ابتداء من شهر تموز عام 1920 ، وقدم لهم الدعم وكل ما يلزمهم لمواصلة نضالاتهم بالاشتراك مع جميع قبائل وعشائر المنطقة ، وباتت منطقة كفرنجة مسقط رأس الخزاعي من المحطات الرئيسية لأعضاء حزب الاستقلال أيضاً.
خامسا : كان من ضمن المشاركين في وفد الأردن الى مؤتمر بلودان في سوريا ، والذي عقد دعما للثورة الفلسطينية في 14-11-1937م وعلى إثرها تم اعتقال الخزاعي وتم أبعادة الى العقبة وسجنه في قلعتها ، مع شخصيات أخرى من زعماء الأردن ، مثل سليمان باشا السودي ، وسالم باشا الهنداوي وغيرهم ، وذلك لمواقفهم ضد الانجليز وتدخلاتهم في شؤون البلاد ، ومن سجن العقبة تمكن ومجموعه من الزعماء من الهرب الى السعودية حيث أقام فيها راشد الخزاعي لمدة عامين ، وبعد مناشدة من كثير من الزعامات الاردنية ومنهم مثقال الفايز وحديثة الخريشة ،صدر في عام 1939م مرسوم أميري بالعفو عنهم وعاد راشد باشا الخزاعي الى عجلون ، واستقبل استقبالا رائعا من أقاربه وأصدقائه وأبناء جبل عجلون .
راشد الخزاعي والاحزاب الاردنية (12)
شهدت المراحل الأولى منذ تأسيس الدولة الأردنية حياة سياسية نشطة من خلال لجوء مجموعة من أعيان ووجهاء البلاد, والزُّعماء العشائريين لتشكيل أحزاب سياسية في البلاد، وان لم تكن في الإطار العام تُعطي المفهوم الكامل للأحزاب، إلا أنها كانت بناء على ضرورات زمانيه تمثلت بالتعبير عن مواقف مبدئية إزاء القضايا الأساسية للناس مثل النضال ضد المستعمر ،والاستقلال والحريات العامة. كان للشيخ راشد الخزاعي دورا بارزا في العديد من المواقف الهامة في الحياة السياسية حيث شارك في جميع المؤتمرات الوطنية التي عقدت في البلاد قبل الإمارة و بعدها وكذلك شارك في العديد من الأحزاب الوطنية الأردنية ، ومن هذه الأحزاب :
حزب الاستقلال العربي ، حزب الشعب الأردني ، حزب أنصار الحق ، حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني العام ، الحزب الوطني الأردني
راشد الخزاعي والمؤتمرات الوطنية
شكلت المؤتمرات أرضية سياسية مناسبة لتشكيل مرحلة الأحزاب السياسية ، وقد كانت المؤتمرات وسيلة لإبراز رأي المعارضة الأردنية في شؤون الدولة ، كما ساهمت في فضح المخططات الصهيونية بتوعية المواطنين حول أهداف الحركة الصهيونية ومخططاتها ، وكان لراشد الخزاعي دور فاعل في المشاركة في هذه المؤتمرات جميعها مع بقية زعماء واعيان البلاد .
دورة في الجانب الاجتماعي
1 . كان لراشد الخزاعي دورا كبيرا في كثير من الأحداث الإقليمية، فعندما اندلعت الفتنة الطائفية في لبنان ومحيطها أواخر العهد العثماني قام راشد الخزاعي بمشاركة الأمير عبد القادر الجزائري بإخماد تبعات نار تلك الفتنة حيث أعلن الشيخ راشد الخزاعي بأن كل من يقوم بالتعرض أو الاعتداء على أي مسيحي أو كتابي في جبل عجلون ، فإن ذلك سيعتبر اعتداء على شخصه وقبيلته ، وسيكون هناك جزاء ذلك عقاب بالمثل دون تهاون وتخاذل ، ولقد احتضن راشد الخزاعي في منطقة جبل عجلون أبناء الطائفة المسيحية من كافة أرجاء بلاد الشام وعمل على حمايتهم من أي تنكيل أو قتل، داعيا للتعايش السلمي بين الأديان ولاحترام جميع العقائد مما ساهم بشكل مباشر في إخماد نار الفتنة، ولقد لقيت هذه أللفتة الكريمة التاريخية ذلك الصدى الواسع بين كافة الطوائف المسيحية في جميع بلاد الشام ونال على أثرها راشد الخزاعي وشاح القبر المقدس من البابا في عام 1887م
2 . كان راشد الخزاعي بحكم زعامته في جبل عجلون يعتبر مرجعا في حل القضايا والمخاصمات التي تحدث بين الناس ويكون حكمة نافذا ولا تعقيب علية ويقبل برضي الطرفين ، حدثني الحاج محمد مصطفي الفطيمات من بلدة الوهادنه نقلا عن والدة انه : في بداية القرن العشرين اعتدى احد أبناء إحدى العشائر المتنفذين في خربة الوهادنه على ارض لوالد الراوي وأقاربه ، وأراد المتنفذ الاستيلاء عليها بالقوة ، متسلحا بقوة عشيرته وكثرة عددهم ، فما كان من والد الراوي الى أن اتجه صوب بلدة كفرنجة وقدم شكوى الى راشد باشا الخزاعي ، وبعد عدة ايام حضر الباشا ومعه احد الجنود المكلفين بمساعدته لتنفيذ أوامره ، وعندما وقف على القضية استدعى بعض الشهود وعند سماعة لهم ، أعاد الأرض لصاحبها وأمر المعتدي بالاعتذار من صاحب الأرض ، ولم يتعرض له بعدها .
3 . ويروي الحاج المرحوم مصطفى الخليل بني عطا مواليد عام 1910م يذكر أنه خلال الحرب العالمية الأولى وعندما كان يدرس في الكتاب في قرية فارة آنذاك ، زارهم الشيخ راشد الخزاعي زعيم جبل عجلون في المدرسة وفي وقت الطابور الصباحي ، وقد انشد التلاميذ أمامه نشيده وطنية ، وكانت مؤثرة لدرجة ان راشد باشا سالت دموعه واخذ ينشفها بطرف منديله ، وهذا دلاله على انه كان يمارس دورا قياديا حقيقيا في جبل عجلون .
وفاتـــــــــــــــــــــــــــــه :
عندما قارب راشد باشا الخزاعي يرحمه الله على المائة عام من عمرة ، أعتزل العمل السياسي وبقي في بيته إلى أن توفي بتاريخ 30/11/1958م عن عمر يناهز المائة وثمان سنين ، بمدينة كفرنجة مسقط رأسه ….
رحل الشيخ راشد الخزاعي بعد حياة حافلة بالكرامة والإباء والشمم، حيث عاش محارباً مجاهداً مدافعاً عن وطنه وقضيته وهويته وعقيدته الوطنية ولم يخشى في الحق لومه لائم….
هاهي الأرض الأردنية تنجب الرجالات الكبار بأفعالهم وانجازاتهم وبوطنيتهم…. عاشوا أوفياء مخلصين مدافعين عن بلادهم باذلين الغالي والنفيس من اجل رفعة بلدهم وتقدمها … رحم الله تعالى الشيخ راشد الخزاعي واسكنه فسيح جناته ….
ملاحظة :
1 . المراجع والمصادر لهذا المقال محفوظة لدى الباحث ..
2. يرجو الباحث من كل من لديه معلومات عن هذه الشخصية الكبيرة غير التي ذكرت ان يزودني بها مشكورا …
2 تعليقات
Amer Alqudah
جزاك الله خير الجزاء على سرد هذه السيره للمناضلين من هذا الوطن ورحم الله راشد الخزاعي ومن كانوا معه وهم يحملون الهم العروبي للدفاع عن ابناء هذه الامه ودينها وارضها
د. علاء الخزاعي
تحياتي للكاتب.
اشكرك على المادة المنشورة.
اتمنى لك دوام التوفيق والنجاح.
د. علا الخزاعي