الدكتور محمد القرعان
تعلو جلالة الملكة رانيا العبد الله، مسجلة أسمها كملكة راعية للعلم وللمعلم وداعمة للريادة دائما، ليس في المملكة الاردنية الهاشمية فحسب، وإنما في كل بقاع العالم. ويحتفظ التاريخ الحديث للملكة الشابة بصفحات مشرّفة ومشرقة، تشهد لها بجهود كبيرة ومضيئة، لنشر العلم والمعرفة والامل بين الناس.
وفي كل المناسبات، تجدد الملكة تأكيدها التام لأهمية الارتقاء بالانسان علما ومعرفة وتثقيفا، لذا دأبت الملكة الى جانب جلالة الملك عبد الله الثاني تتبنى مبادرات تعليمية نوعية وعلمية وتربوية فريدة لتعزيز آليات تاهيل وتدريب واعداد المعلمين وتزويدهم بكل المهارات العصرية ، معبرة ودائماً عن سعادتها وفرحتها وفخرها عندما تلتقيهم وتستمع لهم لايمانها بدورهم العظيم في صنع المستقبل و دورهم على المستوى الوطني، ويتحقق دورهم من خلال مجالات التنمية وبناء الإنسان والاهتمام به، الى جانب اخذ دوره الذي يستحق وتشجيعِ علاقات الاحترام المتبادل بين المعلم والمجتمع ككل.
وتتوج جهود الملكة رانيا العبدالله باستكمال المسيرة والنهوض بالعملية التعليمية وحمل رسالة المعلم وهو ما لمسناه عبر مسيرة تكللت بالنجاحات تلو النجاح بفترة قصيرة وانعكاس اهتمامها على تطبيق المعلمين ما اكتسبوه من مهارات واساليب حديثة عصرية لاعداد جيل واع ومسؤول ومنتمي.
كما وأسفرت الجهود الكبيرة لجلالتها عن إقناع المعلمين وقناعتهم بصناعة التاريخ وخدمة بلادهم بتمكنهم من بناء الثقة، وخطوات أخرى باتجاه بناء الوطن كنقطة تحول تاريخية للمعلمين وفي مجالات السّياسات التعليمية.
وقد أعادت الملكة المعلم الى مقدمة الصف وانارت مشواره بالامل والالق بفتح الابواب امامه، ما يمهد الطريق للبناء على انجازاتهم نحو التغيير الايجابي المطلوب، وبعد أن مر زمن ليس بالقريب فقد المعلم به شيء من حضوره وبهاءه، وتطمح الملكة للوصول بالمعلم الى مرحلة من التاهيل والقدرة تنعكس على النشيء والارتقاء بالتعليم لمستوى يستحقه الطلاب.
لم تقتصر جهود الملكة لدعم عمليات تأهيل المعلمين فقط ، بل لايجاد منظومة قانونية تعليمية وقاعدة اساسية ، تسهم برفع كفة التعليم بالشكل المطلوب من المستوى وللدفع بقدرات الطلاب واسهامهم بالتحسين والتطوير.
ومن مبادرات الملكة الخلاقة “أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين” والتي وضعت قواعد وأساسيات تمكينية وتأهيلية للمعلمين قبل دخولهم الخدمة وبحلول 2021 تتجه الاكاديمية لتخريج ثلاثة الاف معلم للدخول في مهنة التعليم.
وأكاديمية الملكة رانيا التي انبرت كمبادرة من جلالة الملكة في حزيران 2009 وهي واحدة من عدة اضاءات لجلالتها في مسيرة التعليم وجاءت لتحتضن تدريب المعلّمين والارتقاء بنوعية التّعليم في الأردن والمنطقة العربية، من خلال تزويد و تمكين المعلّمين بالمهارات اللازمة للعملية التعليمية، وتقدير دورهم وتقديم الدّعم اللازم لهم للتميّز في مسيرتهم الصفية.
وتعمل بالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم على تطوير برامج التنمية المهنية للمعلّمين والقيادات المدرسيّة استجابة للاحتياجات التّعليمية، ودربت ما يقارب من 70,000 معلم في جميع أنحاء المملكة.