عاهد الدحدل العظامات
في يوم من الايام كان إبن مسؤل كبير على مشارف الخضوع لإمتحان في وظيفته ليترقا بعد ذلك اذا ما حصل على النجاح
في هذا الإمتحان لرتبة أعلى وأحلى وإمتيازاتها أغلى, وكان هذا المحروس لإنشغاله في إموره الدنيوية اليومية الليلة
لا يفقه مما سيأتي في الامتحان شيء ولا يعرف ما سيفعله في يوم هذا اليوم الذي لا يريد فيه
أن يهان وكيف له ان اُهان وهو ابن السلطان في منصبه. ولحسن الحظ في تلك اللحظة الذي كان فيها يجلس مع نفسه مهموماً خائفاً
على مستقبله من بكره وما سيحصل من بكره جاء إليه صديقهُ الصدوق الناصح الصالح
الذي جعله يرقص فرحاً بعد ما كان يبكي حزناً ليسأله قائلا:
الصديق :ما بك تجلسُ مهموماً باكياً وانت إبن المسؤل
إبن المسؤل :بكره عندي فاينل كفاءة ولازم أكون من أصحابها
الصديق: طيب وإن شاء الله دارس وعندك مؤهلاتها
إبن المسؤل: ولا حبّه الله وكيلك…بسّة الماما عندها كفاءة أكثر مني
الصديق: ولا تهتم انت إبن الكفاءات كلها
إبن المسؤل: كيف يعني ما فهمت
الصديق: تلفون صغير من الوالد ورح تجي ورقة الكفاءة موقعة لعندك.
يبدو أن أصحاب الكفاءة في هذا البلد هم فقط أبناء المسؤلين والذوات فكل ما يتم تعيين أو ترفيع إبن لوزير أو مسؤل يخرج بيان ترقيعي للموقف يحتضن مبررات يريدون منا أن نُصدقها ونأخذ بها على أنها صحيحة ودقيقة
فيتحدثون فيها عن أن هذا الذي ترفع لرتبة مستشار قبل أيام قد خضع لإمتحان وتجاوزه بكل إقتدار وشجاعة. فما كان علينا إلا إن نُتوجه بموقع جديد يليق فيه وبكفائته
فكم نحن بحاجة لمثل هؤلاء الذين سيخلصون في واجبهم تجاه وطنهم وشعبهم إمتثالا من الأبناء للآباء الذين لا يزالون يشغلون المناصب ويسرقون المكاسب رغم بلوغهم لسن العجز الذي يفترض فيه أن يكون طريقهم الذي يسلكوه هو من البيت للمسجد والعكس.
الكفاءة في وطني محيّزة لأبناء المسؤلين وسينتفعون منها ومن الوطن ومنا كثيراً…أما أبناء الحراثين فكفائتهم حب الوطن التي لن تنفعهم في هذا الزمان وستبقيهم عاطلين عن العمل.