وصال عبدالكريم العمايرة
من أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أحرص على حفظ القلوب من الاذى فرجوعها بعد التنافر يصعب
ان القلوب إذا تنافر ودها شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
والمقصود ان هناك من يفترق عن أحبابه ولا يستطيع إعادة العلاقة أن انتهت وأنهم أن جرحوا او تأذوا من احبابهم وكسرت قلوبهم قان القلوب تكسر مثل الزجاجه ولا يستطيع إعادة الود كما كان
وفي هذا الشق سأتحدث بشقين
شق المتاذي الذي لايستطيع الصفح وشق الذي يصفح لأجل الود
فالذي لا يصفح فقد كسر قلبه
لا تستهينوا بكسر القلوب فالحزن يضعف عضلة القلب
إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقة كثيرة الشد كثيرة الاستفزاز كثيرة الوجع والقهر والجدال فالعلاقات لم تكن الا من أجل أن نسعد بعض البعض والا فقدنها افضل
فعندما لا نستطيع أن نقترب ولا نستطيع أن نبتعد ولا نستطيع أن ننسى او نتجاوز فالاولى بك ان تكون بالمنتصف المميت الذي لا حول لك فيه ولا قوة فتخلصوا من كل العلاقات التي تؤذيك نفسيا وصحيا واختمها بلا تردد فالعلاقات تعوض والصحه لا تعوض فعندما تصل إلى مراعاة مشاعر الآخرين إلى إيذاء نفسك فعليك التوقف فورا فهناك بعض البشر تتعجب من أفعالهم وتصرفاتهم معك ويشعرونك انك أخطأت بحقهم وعندما تفكر جيدا تكتشف أن خطأك الوحيد هو معرفتهم وكثرة الاحتكاك بهم فلا تسمح لاحد أن يعاملك بمشاعر مؤقته ترتبط بمزاجه يقترب منك حين يحتاجك ويغيب عنك حين تحتاج إليه
فالمشاعر الصادقه ليست اثوابا نشتريها وتلقيها كما نشاء
فمن المؤسف حقا أن تتعلق بشخص ليس في قلبه مكان لك سوى زاوية صغيرة مكتوب عليها وقت الحاجه
فاخوة يوسف عليه السلام عندما كانت لهم مصلحة مع ابيهم قالوا ( أخانا ) وعندما انتهت المصلحه قالوا ( ابنك) يتغير الخطاب عند الآخرين عندنا تتغير المصالح بعضهم ليس مخلصين لاحبائهم إنما مخلصين لاحتاجاتهم لك
اعقل الناس من كان بعيبه بصيرا وعن عيب غيره ضريرا
وهناك من يعودون لاحبائهم بعد أخطاهم وافترائتهم او يقومون بالصلح أن صدوا عن بعض لأنهم يدركون مبدأ أن حجم الود بينهم اكبر بكثير من هفوات او أخطاء يتم إصلاحها بتعديل السلوك
وكما قال نزار قباني
سامحته وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن ادري تركت له يدي لتنام كالعصفور ونسيت حقدي في لحظة من قال اني قد حقدت عليه كم قلت اني غير عائدة له ورجعت وما احلى من الرجوع
وفي النهاية حثنا ديننا الحنيف على ثقافة الاعتذار لما فيه من مصلحة في المحافظه على العلاقات الأسرية والاجتماعية فالانسان غير معصوم ويصدر منه الخطأ سواء كان
إ رديا او لا إراديا ولكن مطلوب منه المبادرة بالاعتذار ممن أخطأت بحقه بلا مكابرة وعناد وإصرار على الخطأ
واذا قسا عليك احبابك بجهلم فأصفح لأجل الود ليس لأجلهم