أ. سعيد ذياب سليم
كانت نسبة النجاح في الثانوية العامة( التوجيهي) في جميع الافرع للدورة الصيفية للعام 2017م ) 54.9%( أي أن نسبة الرسوب(عدم اكتمال النجاح) كانت )45.1%(، لنترك نصف الكوب الممتلئ جانبا، ودعونا ننظر للنصف الفارغ، في دعوة لا أقصد فيها أن أكون متشائما.
ماهي نسبة النجاح إلى نسبة الرسوب ؟ 54.9% :45.1 % أي ما يقارب 1.2: 1، بكلمات مفهومة: أمام كل طالب ناجح هناك طالب لم يكتمل نجاحه –تقريبا. فماذا يصنعون؟
نعم، لم نغلق الباب دونهم، لكلٍ حالته الخاصة، فهناك فرصتان للبعض ، كل منهم يستطيع حل مشكلته الدراسية بطريقة أو بأخرى للحصول على شهادة التوجيهي، لكن لما المناورة ومحاولة الالتفاف على الواقع؟
هل لدينا من الثقة؟ ما نواجه به العالم من حولنا بإيجابية، واختيار مسار آخر غير ذلك الذي تمليه علينا إرادة الآخرين، نستطيع الحياة دن أن نحمل شهادة جامعية، ولا حتى التوجيهية، نحن نملك الخيار لقول لا !
وظائف كثيرة يحتاجها المجتمع قد لا يستطيع حملت الشهادات العليا، القيام بها، علينا البحث عنها، و القيام بدراسة بسيطة محورها الشخص نفسه، ماذا يستطيع و ماذا يحب ؟ وكيف يكتسب مهارة أدائها؟
يعتمد ذلك على مقدار ما نحمل من ثقة بأنفسنا واحترام لها، دون مبالغة أو إجحاف، فطالبنا حصل على مستوى من التعليم ما يستطيع به اختيار مهنة فنية في مجالات عدة، ميدانية، أو مكتبية، يستطيع اتقانها بعد الحصول على دورة فنية تجعل منه عاملا تقنيا في مجال ما، بواسطتها يستطيع مقارعة الحياة، والعيش بكرامة، بل من الممكن أن يبدأ حياته و يكوّن أسرة، وينجح في المجتمع قبل أن يبدأ زميله الحاصل على درجة البكالوريوس تحسس طريق نجاحه.
كثير من المؤسسات تميل إلى توظيف عمال فنيين ” تقنيين” ، في مجالات الصيانة أو التنفيذ أو التسويق، يحتاجها المجتمع، لا يستطيع القيام بها حملة الشهادات العليا، في الوقت الذي يكون فيه العامل الفني بما لديه من مرونة و فن ولباقة قد أثبت وجوده و قبل التحدي.
عندما قدمنا استمارة القبول الموحد على الشبكة المحلية للطلبة الناجحين، وجدنا كثيرا من التخصصات قد وصلت إلى درجة الإشباع، فهي راكدة موشحة بدائرة حمراء، أو مشبعة بدائرة صفراء، وبعضها غير محدد موشحة بدائرة زرقاء، تلفها سحابة من الغموض، وهذا يجعلنا نتوقع أن من سيحمل درجة البكالوريوس بعد أربع سنوات في عدد من التخصصات ، قد لا يجد عملا في حقل دراسته، فيعاود البحث من جديد عن بداية مختلفة، كي يبني حياته ولا يصبح شخصية سلبية تحمل شهادة علمية، يقف في طابور البطالة باحثا عن وظيفة تضمن له “Prestige ” وهالة اجتماعية كاذبة.
إذن التحدي قائم، سواء درست و حصلت على درجة جامعية، أو اكتفيت بما لديك من مستوى تعليمي بعد الثانوية للبحث عن مهنة فنية، تستخدم في أدائها أجهزة تكنولوجية ، تحتاج منك إلى اتقانها، ويحتاجها المجتمع، في مؤسساته، و ورش أعماله، في الميدان الصناعي، أو ميدان الانشاءات، أو الخدمات، يمكنك التدرب عليها في زمن محدد ، في مؤسساتنا التعليمية والتدريبية، في كليات المجتمع، و جامعاتنا المحلية، واستمتع بالحياة ، سالكا درب النجاح، وتذكر أن قوس قزح يمتلك ألوانا عدة كل منها لا يقل جمالا عن الآخر، وأن المسارات دائما متاحة.