بلال العبويني
في تونس التي انطلقت منها شرارة التغيير العربي كان الاسلاميون حاضرين قبل أن يتم شيطنة راشد الغنوشي وصحبه ليخرجوا من معادلة الحكم بقضايا منظورة أمام القضاء.
في مصر تلقف الاسلاميون الحكم بعد الثورة على حكم حسني مبارك لكن سريعا وقبل أن يكمل محمد مرسي عامه الأول تم الزج به في غياهب السجن حتى وفاته وتشتت صحبه.
في ليبيا كان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي اتهمه القذافي بالولاء للظواهري حاضرا قبل أن يغيب عن المشهد تماما لتظل ليبيا حبيسة الفوضى والحكومات المناطقية والنزاعات القبائلية.
في المغرب تسلم الإسلامي ابن كيران رئاسة الوزراء على وقع هدير الربيع العربي قبل أن يغرق في انفاق ودهاليز السياسة والحكم ليترك موقعه وخلفه العديد من الأسئلة.
في سوريا دخل اسلاميو هيئة تحرير الشام دمشق وسيطروا على الحكم فاتحين الأسئلة وتاركين اياها مشرعة ولا تنتهي من مثل كيف دخلوا؟ ومن أهلهم وساهم في تغيير وتطوير خطابهم؟
وعليه وبالنظر الى تجارب الثورات العربية التي سبقتهم سيكون حالهم في سوريا يتراوح بين:
اولا: أسوأ السيناريوهات وهو تقسيم سوريا جغرافيا أو لمناطق نفوذ أو لحكومات طائفية.
ثانيا: افضل السناريوهات؛ لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمثل: أن تظل الأرض السورية موحدة جغرافيا .
لكن هنا لا نظن أن حكم الاسلاميين سيطول لاعتبارات منها:
- بالنسبة للاحتلال ليس مطمئنا أن تكون إلى جواره دولة مركزية كسوريا ترأسها حكومة إسلامية قادمة من مرجعية عسكرية.
- قد يكون من الصعب على أعضاء التنظيم الإسلامي ولو على المستوى الفردي أن يحتملوا ما في المجتمع السوري من اختلاف مذهبي وعرقي.
- ليس من الواضح أن تتفق الطوائف الأخرى مع حكم إسلامي مهما حاول أو حاولت إظهار القدرة على قبول الآخر.
- في سوريا فصائل مسلحة وذات مرجعية إسلامية لكنها تختلف مع تيار الجولاني وقد تتنافس معه على الحكم.
- قد يكون من الصعب على المجتمع الدولي أن يحتمل التعامل مع حكومة إسلامية ايدولوجبا بمرجعية فصائلية عسكرية.
- الأمر قد لا يكون مطمئنا بالنسبة للطوائف الأخرى وفصائلها المسلحة.
لذلك؛ اغلب الظن أن الحكومة الإسلامية في سوريا هي مؤقتة كما قالت هي نفسها ذلك وقد تكون قريبا أمام خيارين.
١- أن تتنحى عن الحكم وتتحول لحزب سياسي
٢- أن تعمل دول الغرب على شيطنتها كما في الحالة المصرية ومن ثم تغييبها عن المشهد لتحل محلها حكومة مدنية تفتح ذراعيها للتسوية مع الاحتلال والانفتاح على العالم.
. إن يتم استجرار الحالة الشعبية المصري في الثورة على السلطة الجديدة وبالتالي سهولة الاحلال والتبديل ان ذاك.
هذه القراءة تستدعيها الحالة التي انتهى اليه الاسلاميون في دول الثورات العربية من تصدر المشهد في الفترات الانتقالية لتدخل فيما بعد غياهب الجب.
الحالة في سوريا ليست مستقرة ومستقبلها غامض وقد ندخل قريبا إلى صعوبة دمجها في المحيط العربي أو صعوبة عربية رسمية في استيعابها.
لذلك هي انتقالية وقد ينتهي بها الحال إلى ما انتهى اليه سابقوها في دول الثورات العربية رغم ان مسلموا الأحزاب العربية امتازوا باشتغالهم بالسياسة طويلا في معارضتهم للحكم في بلادهم في حين أنه لم يتم الاستماع لهيئة تحرير الشام حديثا سياسيا قبل الاستماع لقائدها حديثا سياسيا بعد دخوله دمشق.