
نسيم عنيزات
يجمع العالم بأسره من زعماء ومؤرخين وعلماء ومفكرين بأن العالم ما بعد كورونا لن يكون كما كان قبله.
والمقصود هنا ليس الوضع الاقتصادي فقط وإنما تفاصيل عديدة وكثيرة ستشهد تغيرات جديدة ويدخل في قواميسها أفكار ومصطلحات لم تكن موجودة في السابق سواء الشأن الاجتماعي وما يتضمنه من سبل العيش او الشأن السياسي وما يتضمنه من تفاصيل.
مع أهمية الجانب الاقتصادي الذي يعتبر هو المحرك الرئيسي للعالم خاصة الثالث منه والذي كان الأساس والدافع للربيع العربي كما أنه يسير الناخب الأمريكي لاختيار رئيسه.
ومن هنا فعلينا أن نكون مستعدين للانطلاق للمرحلة الجديدة ضمن رؤية واضحة ومحددة للمستويين القريب والمتوسط والابتعاد عن العمل بالقطعة او بنظام عامل المياومة لانه لا مجال المغامرة او الخطأ وترك الامور على الغارب والاعتماد على عامل الزمن وتأجيل الأزمات.
وهذا يتطلب المضي بالشأن السياسي من حيث إجراء انتخابات برلمانية هذا العام والنظر الى المنظومة السياسية بمجملها وفق إدارة ونهج جديدين قادرين على تحمل المسؤولية واستلام دفة القيادة والسير بنا إلى بر الأمان.
وكنا أيضا قد أشرنا سابقا إلى إجراء حوار وطني شامل تحت اي مسمى على ان يكون الهدف الحفاظ على الامن والاستقرار والعمل نحو إعادة عنصر الثقة الذي يعتبر الأساس لإنجاح اي مشروع مستقبلي وان نتقدم على مطالب الناس وتطلعاتهم قبل أن نضطر إلى محاولة اللحاق بها والتي حتما ستفشل لا محالة.
ان نستفيد من تضحيات الاردنيين وعدالة ومنطقية طلباتهم غير التعجيزية والتي تمتاز بالمجمل بسهولتها وإمكانية تحقيقها اذا وجدت الإرادة الحقيقية.
مما يدفعنا إلى إطلاق مشروع وطني نهضوي شامل بعيدا عن أية أجندات ومصالح ضيقة او شخصية.