ضيف الله قبيلات
ارسل الله جل جلاله الانبياء والمرسلين سلام الله تعالى عليهم بالتوحيد جميعاً بما فيهم عيسى بن مريم عليه وعلى امه السلام الذي قال “إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً “.
وقد كان اول الناس آدم وبنيه على الفطرة وعلى التوحيد، لكن الناس كلما تقادم بهم العهد وبعدوا زمنيا عن الانبياء دخل عليهم الشيطان ليحرفهم عن التوحيد الى الشرك، والشرك طبعاً تتبعه بالتدريج الملاهي والانحلال والفساد والمخدرات وغيرها من الامراض والمصائب والبلاوي.
وقد كان الناس في القديم يشركون مع الله جل جلاله وتعالى في علاه الشمس او القمر او النجوم او الكواكب او الشجر او الحجر، وقبل بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم كان العرب يعبدون الاصنام الحجرية وكانت بلادهم محتله نصفها تحت الاحتلال الروماني الصليبي ونصفها الاخر تحت الاحتلال الفارسي المجوسي وكان الرومان الصليبيون يسمون عاملاً لهم على الشام من العرب انفسهم يحكم بامرهم ويخدم مصالحهم في منطقته التي تحت ولايته، كما أن الفرس المجوس يسمون عاملاً لهم على العراق واليمن من اهلها يحكم بامرهم ويخدم مصالحهم في المنطقة التي تحت ولايته وهكذا حتى جاء الاسلام.
جاء الاسلام فحرر العرب اولا من عبادة الاصنام الحجرية وهداهم الى عبادة الله الواحد الأحد والاحتكام الى كتابه الكريم منهج حياة وثانياً حررهم من الاحتلالات الاجنبية.
بنى العرب في ظل دولة الاسلام حضارة عالمية كانت سمتها البارزة التوحيد والعدالة فدخل غير العرب في الاسلام لان كل نظام غير الاسلام لا يمكن ان تتحقق فيه العدالة وقد جرب العالم انظمة كثيرة يستعملونها 5 سنوات او 10 سنوات فيثبت فشلها فتذهب عقولهم الى غيرها فتفشل ثم يعودون لغيوها فتفشل وهكدا حتى اليوم.
ان غياب الاسلام يعني غياب العدالة واذا اراد العالم العدالة والسعادة من جديد فعليه باحكام الاسلام.
بعد ان ابعد المسلمون عن قيادة العالم في الحرب العالمية الأولى واغتصبت دولتهم عاد العرب تدريجيا إلى عبادة الاصنام من جديد ولكن الاصنام المعبودة هذه المرة ليست الاصنام الحجرية وإنما هي الاصنام البشرية، فعاد العرب إلى ما كانوا عليه قبل الاسلام فقسمت بلادهم إلى قسمين قسم يحكمه اليوم الغرب الصليبي ويسمي عليه عمالا منهم يحكمون بامره ويخدمون مصالحه في منطقتهم، وقسم يحكمه الروس والمجوس ويسمون عليه عمالا من اهله يحكمون بامرهم ويخدمون مصالحهم في المنطقة.
والاصنام البشرية هي اخطر على الناس من الاصنام الحجرية، لان الاصنام الحجرية لا تتكلم ولا تدفع اموالا اما الاصنام البشرية فهي تتكلم وتخدع الناس بكلامها المعسول واعلامها المؤثر وتملك الاموال فتغري الناس بها فيقبلون الايادي ويا سيدي ومولاي “حاشا لله سبحانه وتعالى في علاه” فيعبدونهم من دون الله ويقبلون العيش في ظل قوانين وضعية يشرعونها لهم بديلا عن قانون الله الوارد في كتابه العظيم “القرآن الكريم”، وتملك القوة لضرب الموحدين الرافضين للشرك المطالبين بالاصلاح فيتم اعتقالهم اذا ما حاولوا تقديم النصيحة او الاحتجاج السلمي فيقمعونهم ثم يحبسونهم وقد يعذبونهم واخيراً قد يقتلونهم.
لذلك تعتبر الاصنام البشرية اخطر على الناس من الاصنام الحجرية وهي بلوى كبيرة ابتلي بها العرب اليوم ولا منقذ منها الا الله جل جلاله وتعالى في علاه، قال تعالى ” إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك”