أ. سعيد ذياب سليم
ابتسامه
أ. سعيد ذياب سليم
أوقفت سيارتها ، وعلى الرصيف ، أنيقة المظهر ، رشيقة الخطى ، تتحلى بابتسامة على ثغرها
كالموناليزا ، تمشي باتجاه المكتبة . عطر رقيق خلفها ، خرجت طفلة مسرعة تحتضن حلما ، بخفة
تفادت الاصطدام بها ، ملامحها ، عيناها ، تحمل فرحا ، في بسمتها براءة الطفولة ، همست ذاهلة ؛
– كم تشبه دميتي! .
كتب ، قرطاسية ، لوازم مكتبية تتوزع هنا وهناك، تأملتها ، شاب بجوار أحد الرفوف ، بيده رواية،
شارد خياله بين أسطرها ، أحس بها ،أرسلت إليه سهام عينيها ، ابتسم ، ظانا أنها إحدى شخصيات
باولو كويليو ، سارت باتجاه الموظفة. طلبت أوراقا ، و أقلاما ، لم تكف عن الابتسام ، نقدت ثمن ذلك
و خرجت .
المخبز محطتها التالية ، لابتسامتها دفء الشمس ، هذا ما شعر به الرجل المسن خلف الصندوق ،
تذكَر ابنته نظر إلى الأفق مبتسما يلاحق الذكرى .
شاب أسمر اللون – بادي التعب – كوب قهوة بيده ، يسير في الاتجاه المعاكس ، متصفحا أوجه الناس ،
جذبته ابتسامتها ، نسمة رقيقة داعبت قلبه ، نسي تعبه ، طرب و ابتسم .
كدائرة على سطح الماء ، تتسع الابتسامة ، خاطبت القلوب بلغة الموسيقى و الربيع ، حل السلام على
الأرواح الهائمة .
عادت إلى السيارة بعد جولتها القصيرة و انطلقت من جديد . لكن طيف ابتسامتها بقي على الرصيف
يؤنس ليل المدينة.