د.ردينا بطارسة
أحييكم أيها الأحباء تحية مجد وعز , وأدعوكم لرفع أكفكم عاليا وهي تزهوا بحناء عرس الإستقلال الثامن والسبعون ,رافعين أصواتكم تلهج بالدعاء للعلي القدير أن يحمي هذه الأرض المقدسة ويعطي العمر المديد لسيدها وراعي مسيرتها وولي عهده المحبوب .
اليوم نقف بعز وشموخ كما أرادنا القائد جنود أوفياء لتراب هذه الأرض الطهور ، لا تهز حبال خيمتنا ريح عاتية ولا يجرؤ خسيس رمينا بنظرة حسد .
في هذا العيد من كل عام ،نطلق العنان للفرح في صدورنا ، يحدونا صوت الهجيني ليسمعه كل العالم (غز البيارق عالجبل وتزيني يا بلادنا ….تملىء زغاريد العرس ساحات الوطن ، وينفر الكبير قبل الصغير يشارك الفرح ، فرحتنا في هذا العام تشوبها مسحة ألم على ما يعانيه أهلنا في غزة ، ولكنها فرحة المنتصر برفع رايات المجد ، كيف لا ونحن نرى صاحب العيد يشعل شموع المجد , مضيئا لنا طريق الصعود , باعثا في النفوس الهمم , ينقل الوطن من فجر إلى فجر أرحب , هاهو رائد في كل الميادين نباهي به العالم اجمع , نمشي معه متكاتفين, بسواعد ملؤها الفخر والعزيمة هاتفين معا إما الصعود أو الصعود ، فنحن وكما قال لا نعيش الإستقلال كمناسبة ويوم ، ولكننا نجعل الإستقلال سندنا ومعولنا للصعود للقمة .
سيدي …ونحن نتفيأ يوبيلك الفضي في هذا العيد ، طوال خمس وعشرون عاما كنت وما زلت لنا أبا غمرتنا بحبك , فقابلناك بحب أكبر ,ووفيت العهد فوافيناك .
اليوم ينظر العالم بهيبة للأردن وكيف لا يفعل ، فعلى سدة الحكم حبانا الله بقائد عظيم لا يطاله أحد بحنكته وحكمته , يفتح لنا كل يوم طريقا جديدا للنجاح ,يجول العالم في يده غصن زيتون , وحمامة سلام أبى إلا أن يعتني بها , ويرعاها لتعيش طويلا في أرض القداسة والرسالات ,هاهو يمد يده ممسكا بيد كل من غدر به الزمان , فحرمه منزلا يحتمي به هو وأطفاله ,ليهديه هو منزلا جديدا, فكان وما يزال , امن من لا امن له ,هاهو وقد تخفى بلثام عمر بن الخطاب مستكشفا أحوال من عانوا من المرض والفقر معا , ناظرا إليهم بعينيه الحنونتين , متكفلا بتكاليف علاجهم ,مخففا جراحهم , فله النعمى لاسمه ولبهي صورته.
( نحن جيشكم الثاني سبدي ) نقولها لكم بعلو صوتنا اليوم ، وأنتم من علمنا أن الشموخ نهج حياتنا ، وأننا نحن الثرورة في الأردن لا الألماس ولا البترول ، بأيدينا نعمر الوطن ، وصمودنا وتلاحمنا هما درعنا أمام كل الصعاب ، وأننا نستطيع التميز والإنجاز بتوظيف عقول شبابنا المبدعين في تطوير الصناعات وادخال وسائل الذكاء الإصطناعي والرقمنة الى أنظمتنا ، كما أن المرأة الأردنية القوية المتمكنة كانت وما زالت مثال للنشمية العربية الشجاعة والذكية ،استطاعت بإحترافيتها وعلمها وثقافتها وانتماءها لمبادئها وعقيدتها النجاح والتميز حول العالم .
استقلالنا عنوانه هويتنا الأردنية التي هي قوام الوحدة الوطنية التي ليس لها بديل , نقف معا ومهما اختلفت أسماء عشائرنا أو مرجعيتنا الدينية ،نتوحد خلف راية الوطن وأنتم من علمتنا سيدي أن للصخور في أعالي الجبال نقاطا ً لا يعرفها إلا من يقف وقفة الصقور ,ومن يجهلها يسقط سقطة القتلى, علمتنا أننا نستحق المجد و ليس سواه ,فكان عنوان الأستقلال ملك وشعب وقصة حب لا تنتهي , نهديك سيدي في العيد أزهارا وشموعا ,لنسير بها للمجد معا ,هاتفين ( قرأناك مجدا….. ً حفظناك أبدا),كل عام وأنتم أصحاب الأستقلال بخير حتى يبقى الأردن في القمة منيعا قويا .
الدكتورة ردينة بطارسة.