
مصطفى الريالات
منذ أن وُلد هذا الوطنُ العظيمُ، وهو محاطٌ بالتحدياتِ، مهددٌ بالمؤامراتِ، لكنه ظلّ صلبًا لا ينكسرُ، كالسيفِ إذا سُلّ، والآن، وبعد ما كشفت عنه أجهزتُنا الأمنيةُ من إحباطٍ لمخططٍ إرهابيٍّ بدأ منذ عامِ 2021، برؤيةٍ إخوانيةٍ، لا بد أن نرفع الصوتَ عاليًا: كفى صمتًا عن خيانةِ الإخوانِ… كفى مجاملةً لذئابٍ بأثوابِ الوعّاظِ.
المعلوماتُ الرسميةُ تقول إن أفرادًا من جماعةِ الإخوانِ المسلمين – التي ما عادت تخجل من أفعالِها – خططوا لعملياتٍ إرهابيةٍ ضد مؤسساتِ الدولةِ الأردنيةِ، وبدؤوا تنفيذَ مخططِهم قبل اشتعالِ حربِ غزةَ، وقبل اشتدادِ أزماتِ الإقليمِ. وهذا وحده دليلٌ قاطعٌ أن هذه الجماعةَ لا تعمل لردِّ ظلمٍ، ولا لنصرةِ قضيةٍ، بل تعمل على زعزعةِ استقرارِ الأردنِ، خدمةً لمآربَ مشبوهةٍ، وأوامرَ تصدر من خارجِ الحدودِ.
ما معنى أن يبدأ التخطيطُ في 2021؟
معناه أن الخيانةَ قديمةٌ، والجريمةَ متجذّرةٌ، وأن خطابَ الوطنيةِ الذي تتغنى به هذه الجماعةُ ما هو إلا قناعٌ هشٌّ، يغطي وجوهًا طامعةً بالخرابِ.
هنا، لا بد من وقفةٍ. لا بد أن يعرف الأردنيون جميعًا أن السكوتَ على أمثالِ هؤلاء هو مشاركةٌ في الجريمةِ، وأن من لا يُدينُ صراحةً وبلا مواربةٍ هذه المخططاتِ الإرهابية، هو شريكٌ في خذلانِ الوطنِ.
الأردنُ لم يكن يومًا بلدًا هشًّا، هذا بلدُ الشهداءِ، ومهوى الفداءِ، وسياجُ الصامدين. والمخابراتُ الأردنيةُ التي وقفت على رأسِ كل معركةٍ في الخفاءِ، ها هي اليومَ تعلن ما كان في الظلِّ، وتقول لنا بوضوحٍ: الوطنُ مستهدفٌ من الداخلِ، من خلايا تتنفس الحقدَ، وتحمل شعارَ الإخوانِ.
ولذلك نقول: لن نقفَ على الحيادِ. لن نبيعَ استقرارَنا باسمِ التسامحِ. ولن نسمحَ لأي جهةٍ – تحت أي اسمٍ – أن تعبثَ بأمنِنا.
كلمةُ الحقِّ اليومَ واجبةٌ، واصطفافُ الشرفاءِ خلف الدولةِ واجبٌ وطنيٌّ لا يُؤجَّلُ. هذا البلدُ هو الأمانُ الأخيرُ في إقليمٍ يشتعلُ. من يحاول إشعالَ النيرانِ فيه، سنكون له رمادًا، ومن يمسَّه بسوءٍ، سنكون له نارًا لا تُطفأُ.
تحيةٌ للمخابراتِ الأردنيةِ، وللقواتِ المسلحةِ، ولقيادتِنا التي لا تنامُ.
والخزيُ الأبديُّ لكل خائنٍ يحمل فكرَ الإخوانِ، ويتآمر على ترابِنا.