عاهد الدحدل العظامات
الاردن وصموده في وجه الإرهاب
كتب: عاهد الدحدل العظامات
لم يكن العمل الإرهابي الذي إستهدف محافظة الكرك مؤخراً والذي أدى لإستشهاد عدد من مرتبات قوات الأمن ومواطنيين وسائحة كانوا متواجدين في المنطقة أثناء أطلاق الرصاص المتبادل من كلا الجانبين الأمني والإرهابي,هو الأول من نوعه الذي يستهدف الاردن أرضاً وشعباً ودولة فكما يعلم الجميع أن الاردن قد تعرض لمثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة في العديد من المرات كان منها ما حدث في أغسطس 2004 عندما أطلقت مجموعات إسلامية متشددة ثلاثة صواريح باتجاه سفينه أمريكية في خليج العقبة ليُخطأ مسار بعضها ويُصيب مواقع مدنية في المدينة عدا عن إحباط أجهزته الأمنية للعديد من المحاولات لعملياتٍ في العام ذاته.
أما العام الذي تلاهُ فكان عام الحزن والألم الذي حلّ بالاردنيين صغيرهم وكبيرهم عندما أقدم إرهابيوا تنظيم القاعدة التي تبنت هذا العمل على تفجير ثلاثة أحزمة ناسفة إستهدفت ثلاث مواقع حيوية في وسط العاصمة عمان وهي فنادق كانت تحتضنُ ضيوف المملكة وزائريها وممن حضروا للمشاركة في حفل زفاف لعائلة اردنية والذي ذهب ضحيتهُ 57 قتيل وما لا يقل عن 115 جريح كان من بينهم الأطفال والنساءَ والرجال من لا ذنب لهم.
وبعد تدهور المنطقة العربية وما آلت اليه من ثورات شعوب وتقلبات أمنية وظروف صعبة وأحداث دموية وظهور ما سُميّ بتنظيم داعش الإرهابي ودخوله لكل من سوريا والعراق وتأزم الوضع السوري وتحول الثورة الى حرب أهلية ومن ثم دولية لم يسلم الاردن من آيادي الظلام التي تُريد الإطاحة به والعبث بأمنه الداخلي كما فعلت بدولِ جواره. فرغم صمودهِ في وجه مخططات المنظمات الإرهابية الخارجية التي عجزت عن إختراق حدوده بفضل حنكة أبناء قواته المسلحة وكيفية تعامل الأجهزة المختصة مع المنظومة الأمنية الداخلية والخارجية إلا أن هناك ثمة أعمال إرهابية تعرض لها الاردن والذي كان أغلبُها ما يحدث داخلياً وقبل أن نُعرج عليها لا بد لنا أن نستذكر الشهيد الاردني معاذ الكساسبة الذي كان يُلبي نداء الواجب الاسلامي العروبي في قصفه المجموعات الإرهابية الموجودة على الأرض العربية قبل أن تأسرهُ داعش وتمضي بقتله حرقاً بصورة وحشية بعيدة كل البعد عن الاسلام التي تتصف به.
أن الدولة الاردنية ممثلة بأجهزتها الأمنية منها والإستخباراتية تصدت للعديد من محاولات المجموعات الإرهابية في الداخل من تنفيذ ما كانت تنوي فعلهُ من أعمال إجرامية كانت تهدف لقتل الأبرياء والسطو على أمن الدولة الداخلي وإحلال الدمار والتعدي على حق المواطن في الحياة الآمنة المطمئنة ففي محافظة إربد الواقعة شمال المملكة وفي العام الحالي الذي شارف على الإنتهاء تم تفكيك مُخطط إرهابي والقضاء على عناصر مجموعتة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في مداهمة نوعية ذهب ضحيتُها ستة من عناصر جهاز الأمن العام ومواطنيين كانوا في مكان تبادل إطلاق الرصاص.
أيضاً عملية الإعتداء على مكتب مخابرات البقعة في أولى أيام شهر رمضان الماضي إستشهد على إثرها خمسة من أفراده وتم إلقاء القبض على الجاني وصدور حُكم الإعدام بحقه لإعتبار ما قام فيه من قتل متعمد عمل إرهابي
الحدث الآخر أيضاً الذي إستفز شعور الاردنيين ما جرى في منطقة الرقبان الحدودية بحق جنود الجيش الذين يقدمون الرعاية والمساعدة لمن يتواجد في المخيم الحدودي وذلك عندما أقدم سائق مركبة مُفخخة قادم من الجانب السوري على تنفيذ عملية إنتحارية إستشهد فيها عدد من مرتبات القوات المسلحة الاردنية
محاولات إرهابية شتى خرج منها الاردن بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات كان آخرها أحداث الكرك والمجموعة التي كانت تُخطط لأعمال مستقبلية تضرُ بديمومية إستقرار الدولة وحياةُ مواطنيها وعندما نُقارن الاردن قليل الموارد بدول العالم العُظمى من ناحية التصدي للإرهاب الداخلي نجد أن الاردن في كل مره يُفشل المحاولة ويخرج منها بأقل الخسائر والسبب في ذلك يعود لقوة أجهزته الأمنية المشهود لها التي تُدرك كيفية التعامل مع مثل هذه الجماعات وتلاحم شعبه وإتحادهم ووقوفهم صفاً واحداً في مثل هذه الظروف فدمعة اُم الشهيد في الاردن هي ليست حزناً بقدر ما هي فرحاً للمنزلة الذي إرتقى اليها.