المهندس خالد العنانزة
عرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاستدامة ( sustainability )بأنها التنمية التي تهتم بتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها . وتزايد الاهتمام بموضوع المسؤولية البيئية والمجتمعية للمنظمات حيث تسعى دول العالم إلى محاولة الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة دون الإضرار بالبيئة .
في نفس الوقت تتزايد الشركات ومنظمات الأعمال التي تدرك الحاجة إلى جعل عملياتها أكثر استدامة وفي الوقت ذاته تقوم الحكومات والأسواق والمستثمرين والمجتمع بأسره بدعوة قطاع الأعمال للتحلي بمزيد من الالتزام والشفافية من حيث أهدافها وأثارها فيما يتعلق بالاستدامة . ويوما بعد يوم يزداد اهتمام العالم بالاستثمار في الشركات التي لا تنتهك حقوق الإنسان وتحترم البيئة وتساهم في التنمية المستدامة. وتعد تقارير الاستدامة من أفضل الأدوات أو الوسائل الفنية لتقييم مدى التزام منظمات الأعمال بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي خطوة متقدمة وضعت المبادرة العالمية للاستدامة Global Reporting Initiative (وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز الاستدامة ) سلسلة من الإرشادات والأدلة لإعداد تقارير الاستدامة . وقد عرفت المبادرة تقرير الاستدامة بأنه تقرير يصدر عن الشركات ومنظمات الأعمال من اجل إيضاح مدى مساهمة هذه الشركات أو المنظمات في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية .
تتضمن تقارير الاستدامة للشركات ومنظمات الأعمال افصاحات حول أهم الآثار التي تحدثها الشركة أو المنظمة (سواء كانت ايجابية أو سلبية ) على البيئة والمجتمع والاقتصاد وتفيد هذه التقارير بتزويد المنظمة بمعلومات موثقة ذات صلة ومعيارية والتي يمكن بواسطتها تقييم الفرص والمخاطر واتخاذ قرارات سليمة ومن خلال تطوير العلاقة بين الاستدامة والعمل يمكن للشركات في أن تحسن من قيمتها وتقيس التغير وتديره وتسعى إلى التحسن والابتكار.
إن التزام الشركات بمبادئ المسؤولية المجتمعية لم يعد اختيارياً أو مجرد وسيلة تلميع صورة كما تفعل بعض الشركات إنما هي أطر أخلاقية يجب أن تلتزم بها الشركات ومؤشر تنافسية تجعلها في المقدمة.