د. راكز الزعارير
ستجري الانتخابات النيابية للمجلس النيابي الاردني بموعدها الدستوري والذي حدد يوم 9 أيلول المقبل، وفق الارداة الملكية الدستورية لجاللة الملك.
الملك يريد هذه الانتخابات مختلفة، وأن تكون نقلة نوعية في مسيرة الاصالح السياسي التي أطلقها منذ تسلمه أمانة مسؤولية الحكم منذ ٢٥ عاما، ومرت بمراحل مختلفة أبرزها طرح جلالته الاوراق النقاشية التى قدمها للرأي العام الاردني، وبين بها رؤية واضحة لقناعاته السياسية وفكره جلية لمستقبل ألدولة الاردنية، وشكل المشاركة السياسية في الحكم، وتطوير الادوات السياسة وفق تدرج موضوعي متوسط المدى، يقوم على تطوير قانون انتخاب عصري ومشاركة واسعة ومنظمة من خلال العمل الحزبي السياسي، كاحد أذرع وروافع العمل السياسي الحديث والمتطور في تعزيز الديمقراطية، والمشاركة السياسّية
القائمة على؛ تحديث الفكر، والانتماء والعمل للمصلحة الوطنية الاردنية، وتعزيز العمل الجماعي، والابتعاد عن العمل الفردي والارتجالي البرلماني لبعض اعضاء مجلس النواب، ووضع البرامج الجمعّية الحزبية الناضجة المقنعة للمواطنين والناخبين، والتي تقوم على البرامجية القابلة للتنفيذ، والبعيدة عن الشخصنة والمصالح الخاصة والانانية وإقصاء الاخرين ومحاوالت الادعاء باحتكار العمل الوطني، والانانية في العمل العام، والمزاودة على حساب
مصالح المواطنين والوطن.
ولتمكين عملية التطوير والتحديث وجعلها موضع التنفيذ ووضع خارطة طريق لتنفيذ رؤيته، أمر جلالته بتشكل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بتاريخ ١٠/٦/٢٠٢١ برئاسة السيد سمير الرفاعي، وقامت اللجنة ووضعت مشروع التحديث السياسي بكل تفاصيله في الانتخابات البرلمانية ودور مجلس النواب العتيد، ودور ومشاركة الاحزاب السياسية والمرأة والشباب بشكل خاص في الانتخابات، التي صدر فيها وفصلها قانون الانتخاب رقم ٤ لسنة
.٢٠٢٢
كما نقرأ في فكر الملك بأنه يريد من هذه الانتخابات أن تكون الوسيلة الشرعية الموثوقة، التي تقدم للوطن النخب من أصحاب الكفاءات من القادة الوطنيين، ونخبة من السيدات الاردنيات، والشباب الاردنيين الناضجين من أصحاب الملاءات الفكرية والعلمية، المتحمسين للعمل لخدمة الشعب والوطن، وحماية المنجزات التي بنيت على مدى مئة عام من عمر الدولة الاردنية، من المهددات والاخطار الداخلية والخارجية والمخدرات والارهاب والفساد وغير ذلك، من خلال التطوير والارتقاء بدور مجلس النواب في الرقابة والتشريع، وتطور العمل البرلماني والديمقراطي الاردني ليكون موضع تقدير وثقة لدى جميع المواطنين الاردنيين، والجهات الاقليمية والخارجية والمؤسسات الدولية.
الملك يريد لهذه الانتخابات أن تكون نبراسا للدولة الاردنية في بدايات مئويتها الثانية، يبنى عليها في المدى المتوسط والطويل لتطوير الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحزبية و في كل المجالات بما فيها التعليم والصحة والبيئة والخدمات والادارة
العامة في كّل مرافق الدولة.
ولقد أعلن الملك وكرر رؤيته لمستقبل الاصالح السياسي، وأكد بأن العمل الحزبّي والانتخابات النيابية والمشاركة الحزبية فيها ستكون الرافعة القوية التي ستشجع في تقدمها ونجاحها على تشكيل الحكومات مستقبال على أسس الكتل الحزبية في البرلمانات الاردنية القادمة، والتي ستكون حالة وطنية متميزة واستثنائية في تاريخ الدولة وعلى مستوى المنطقة.
إن ثقة الشعب الاردني برؤية جلالة الملك ثقة عالية ومطلقة، ويبقى على مؤسسات الدولة والاحزاب السياسية حسن الطرح لبرامجها الانتخابية، وقوائم مرشحيها، وعلى المواطنيين حسن الاختيار من هذه الاحزاب وبرامجها المقنعة، وعلى الناخبين أيضا في الدوائر المحلية حسن الانتقاء من المرشحين المستقلين لالنتخابات، ورفع نسبة المشاركة في العملية الانتخابية وخاصة من الاغلبية الصامتة، وهو العامل الاهم في نجاح العملية الانتخابية وتحقيق الاصالح السياسي ورؤية الملك لمستقبل مشرق للاردن وشعبه العظيم.