سامر جميل غدايرة البرماوي
جاء خطاب الثقة الذي تقدم به رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان لطلب نيل ثقة مجلس النواب على أساسه، شاملا في مضامينه،واقعيا في نهجه،متفائلا بالمستقبل الذي سيرسمه أبناء وبنات هذا الوطن الذي واجه اعتى التحديات وتغلب عليها ، بحكمة قيادتنا الهاشميّة وبعزم الأردنيين والأردنيات؛ وقوة مؤسساتنا .
الخطاب الحكومي الذي حمل في طياته الكثير من عوامل تعزيز الثقة بل ورفع منسوبها ، يمهد الطريق لانطلاقة جديدة مدفوعة برؤية تحديث شاملة ودماء جديدة من مختلف شرائح المجتمع لاستكمال مسيرة البناء الوطني وهو ما يستدعي من كافة المؤسسات الدستورية والوطنية العمل معا وبروح الفريق لتحقيق المطالب والمصالح الوطنية سواء تلك المتعلقة بادامة حالة الامن والاستقرار والرفاه أو العمل على تحقيق التنمية المستدامة وتقليل نسب الفقر والبطالة ومعالجة كافة انواع الترهل على المستوى الداخلي أو منع اي اعتداء على التراب الوطني مهما كان نوع ذاك الاعتداء وخصوصا ونحن نتوسط اقليم ملتهب.
ان اقل ما يمكن ان يقال عن البيان الحكومي انه بيان برامجي يتناغم مع الحالة الوطنية ومع ما يجب العمل عليه لتحقيق الامن المعيشي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصحي والتعليمي للمواطن الأردني وقد شدّد البيان على ضرورة تحسين كفاءة الخدمات العامة كالصحة والتعليم، باعتبارها معيارًا ومقياسًا لرضا المواطنين،إضافة إلى تحسين الوضع الاقتصادي ضمن مدد زمنية ، و العمل على إعتماد البلاد على مصادرها الذاتية في المستقبل خصوصا في قطاع الطاقة واستغلال ثروات الاردن الطبيعية الى أقصى درجة.
وقد احسن الرئيس عندما تحدث باستفاضة عن قطاع التعليم واعتباره من عناصر قوة الأردن وان ما نسعى إليه هو بناء تعليم يخرّج الكفاءات ولا يمنح الشهادات فقط لافتا الى انه ينبغي أن يؤسّس النظام التعليمي على الإيمان بالله، وحبّ الوطن، والولاء للملك، ولا بدّ أن يؤسّس الطالب للانفتاح على العالم والعلوم والثقافات، واحترام حقوق الآخر، وعلى قيم الاعتدال والوسطية والتعددية، التي تميّز هوية الأردنّ العربيّة والإسلاميّة الرّاسخة وتلك هي عوامل النجاح المنشودة التي نتمناها جميعا.
وقد تميز البيان الحكومي بالاشارة الاهم في محور التعليم والتي كانت باتجاه تأهيل آلاف المعلمين ليكونوا مواكبين للتطور المتسارع في مجال التعليم، و الإشارة إلى الاستمرار في تطوير المناهج المدرسية مع الالتزام الكامل بأن تكون هذه المناهج نابعة من ثقافتنا العربية الإسلامية وهذا يغلق الباب أمام المشككين بأن هناك نية لسلخ هذه المناهج عن مرتكزات إرتباط الأردن بحضارته ورسالته العربية .
في هذا البيان قدمت الحكومة برنامج عمل واضح المعالم واقعي يلامس هموم وامنيات المواطنين، نتمنى أن تستطيع تنفيذ ما ورد فيه من مشاريع وسياسات، وأن يقوم مجلس النواب بدوره الرقابي والتشريعي في مراقبه الحكومة ومساعدتها لتحقيق الطموحات العالية في ذلك البيان،وأن تتكاتف كافة القوى الوطنية للعمل معا بعيدا عن الاتهامات أو وضع العصي بالدولايب أو التشكيك لنصل إلى ما نصبوا اليه وتخطي كافة العقبات.