الدكتور عبد الحكيم القرالة
لا يخفى على أحد تزايد سلوكيات التنمر التي يتعرض لها الاطفال في مدارسنا الحكومية والخاصة، وتؤثر بشكل أو بآخر على نفسية الاطفال وإقبالهم على التعليم لوجود مثل هذه المعيقات، ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي بالنتيجة.
اليوم نحن أمام تنمر يتعرض له الاطفال ومنهم ذوو الاعاقة،بأشكال وأساليب متعددة ومتنوعة لا تنتج الا تداعيات اجتماعية ونفسية، وتعليمية سلبية على الطلبة وأسرهم، ولايكاد يمر وقت إلا ونسمع عن حادثة تنمر هنا وتعٍّد هناك تشهدها مدارسنا الحكومية والخاصة.. والطفل الخاسر الاكبر.
هذا الواقع الموجود يدعونا لوقفة تأمل ومراجعة تستدعي السعي الدؤوب والعمل بنهج تشاركي وتكاملي بين مختلف أطراف العملية التعليمية لوضع حد لمثل هذه السلوكيات ووقف اثارها السلبية على اطفالنا ومستقبلهم التعليمي.
الكثير من هذه السلوكيات تستهدف أبناءنا من ذوي الاعاقة الذين يتعرضون لابشع أشكال التنمر بسبب ظروفهم الصحية الخاصة، الامر الذي خلق حالة من العبء والضغط النفسي علىهم وعلى أسرهم وذويهم..
وأستذكر في هذا حالة التنمر السيئة التي تعرض لها الطفل كريم التي رواها خال الطفل كريم يعاني من تشوه خلقي في يده جعله في مرمى نيران التنمر المسيء من قبل زمالائه في المدرسة، ولكم أن تتخيلوا حجم الاثار النفسية التي تعرض لها هذا الطفل وأجبرته في النهاية على ترك المدرسة والبحث عن أخرى لتجنب مثل هذه الضغوط.
ما شدني في حديث الطفل كريم جرأته وثقته الكبيرة بذاته وبحاله الصحي، غير أن ذلك كله لم يساعده على أن يقف في وجه مثل هذه السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الطلبة في مدارسنا.
حادثة كريم بالتأكيد ليست الوحيدة بل واحدة من مئات الحالات التي يتعرض لها أطفالنا في المدارس، مما يؤكد أن البحث في أسباب الظاهرة والبحث عن إجراءات تمثل حلولا لتجاوزها بالتشارك بين مختلف الاطراف المعنية.
وهنا لا بد من أن تتحمل جميع الاطراف ذات العلاقــة بتهيئة الظروف الصحية والبيئة المدرسية الملائمة لادماج الطلبة من ذوي الاعاقة في العملية التعليمية بصورة تذلل العقبات كافة التي تواجههم.
لا نذيع سرًا عندما نقر بأن هذه السلوكيات موجودة وفي اضطراد وخلفت تداعيات سلبية كثيرة على أطفالنا وعلى عائلاتهم، ما يتطلب عدم إنكار مثل هذه السلوكيات واجتراح الحلول لوقفها.
أخصائيون نفسيون واجتماعيون بحثوا في أسباب مثل هذه الظاهرة والمرتبطة بالتربية والتنشئة الاسرية والدور الكبير الملقى على عاتق الاسرة في توعية أبنائهم من خطورة مثل هذه السلوكيات وضرورة تجنبها، فضال عن دور ظروف الاسرة المختلفة..
المطلوب اليوم، أن نعترف ابتداء بوجود مثل هذا السلوكيات »البشعة« في مختلف المدارس من جهة، ونوجد خططا استباقية ووقائية وعلاجية تمثل خطة شمولية متكاملة لوقف اضطراد هذه التصرفات ومنع تغلغلها المريب في مدارسنا من جهة أخرى.
التنمر بين طالب المدارس بالعموم وما يتعرض له ذوو الاعاقة الا ظاهرة قديمة جديدة ومقلقة بذات الوقت، وتخلف وراءها تداعيات سلبية كبيرة، لذا فحماية أبنائنا وتوفير البيئة التعليمية السليمة من مسؤوليتنا جميعًا أفرادًا ومؤسسات، فلنؤد واجبنا على أكمل وجه