الباحث محمود شريدة
الخزاعي والعجلوني ابرز رجالات الثورة العربية
بقلم: الباحث محمود شريدة
الشيخ راشد الخزاعي
ولد الشيخ راشد الخزاعي (1850 -1957) في جبل عجلون بمدينه كفرنجة مركز عشيرة الفريحات …
نشأ في بيت كان محور الزعامة العشائرية لمنطقة عجلون، وتلقى تعليمه في أساسيات القراءة والكتابة، وحفظ القرآن في الكتّاب، أما التعليم الحقيقي، فقد تلقاه في بيت والده الشيخ خزاعي الضرغام الفريحات ، وفي مضافته التي تعد جامعة في علوم الحياة، كونها المكان الذي يؤمه أصحاب الحاجة، وتعقد فيه الاجتماعات العامة، وتتخذ فيه القرارات الهامه .
شارك في عدد من الحركات والأحزاب النضالية، منها القوميون العرب، وحزب الشعب الأردني، وكان له دور في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس، والذي منح لقضية القدس بعدها الإسلامي المؤثر، لقد كانت وحدة العرب همه الأول، ، وقد تأكد ذلك خلال مشاركته في مؤتمر بلودان ، الذي عقد من قبل عدد كبير من رجالات البلاد العربية شرق المتوسط، من أجل وحدة بلاد الشام، والذي ترأسه حينها ناجي السويدي، مما يكشف عن الوعي القومي الذي كان يتمتع به.
كان لراشد الخزاعي دور في كثير من الأحداث الإقليمية، فعندما اندلعت الفتنة الطائفية في لبنان ومحيطها أواخر العهد العثماني، ونظراً للدور الذي قام به في حماية أبناء الطوائف المسيحية اللاجئة من الفتنة، منحه قداسة البابا عام 1887م وشاح القبر المقدس، فكان أول من حصل عليه من الوطن العربي،
شكل حكومة عجلون في عام 1920م وتزعمها ، وقد عين السيد علي نيازي التل كقائم مقام لتلك الحكومة… ولعبت حكومة عجلون دوراً في حفظ النظام، وإدارة شؤون الناس وأحوالهم.
عندما قدم الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان عام 1921م وعمل على تأسيس إمارة شرق الأردن، انضوت هذه الحكومة تحت سلطة الحكومة المركزية في عمان، وقد ساهم الشيخ راشد الخزاعي بجهود تاسيس الاماره .
كان مناضل ضد الاستعمار ، اشتهر بمناهضته للانتداب البريطاني في بلاد الشام ودعمه للثورة الفلسطينية والسورية والليبية في بداية القرن الماضي ، وقد زود المجاهد عز الدين القسام ورجالة بالمال والسلاح والمامن .
ونتيجة مباشرة لموقفة من الثورة الفلسطينية وتحت الضغط من ادارة الانتداب البريطاني إضطر الخزاعي ومجموعة من رفاقه من مشايخ وزعامات الأردن عام 1937م إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى الأراضي الحجازية لعدة سنوات .
عاد الشيخ الخزاعي ورفاقة بعد صدور امر بالعفو عنهم من قبل الامير عبدالله بن الحسين نتيجة مطالبة معظم القبائل والمشايخ الأردنية ، وقد تدخلت العديد من الزعامات والقوى العشائرية الأردنية التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة مع الشيخ راشد الخزاعي أمثال الشيخ مثقال باشا الفايز والشيخ حديثة الخريشا .
رحل الشيخ راشد الخزاعي بعد حياة حافلة بالكرامة والإباء والشمم، حيث عاش محارباً مجاهداً مدافعاً عن وطنه وقضيته وهويته وعقيدته الوطنية ولم يخشى في الحق لومة لائم.
الأرض الأردنية تنجب الرجالات الكبار بأفعالهم وانجازاتهم التي عرفوا بها وبوطنيتهم المطلقة…. عاشوا أوفياء مخلصين مدافعين عن بلادهم مقدمين الغالي والنفيس من اجل رفعة بلدهم وتقدمها … رحم الله تعالى الشيخ راشد الخزاعي واسكنه فسيح جناته ….
اللواء محمد علي العجلوني
يعتبر محمد علي العجلوني من ابرز رجالات الحركة الوطنية العربية في بدايات القرن العشرين حيث كان أحد المشاركين في الثورة العربية الكبرى ، فقد قاتل وناضل في معركة ميسلون وكان قريباً من الشهيد العربي يوسف العظمة .
ولد محمد علي العجلوني في عنجرة أحدى قرى عجلون(1893-1971) ، بدأ دراسته في الكتاتيب ثم انتقل إلى المدرسة الحكومية في بلدة عجلون مركز الناحية بعد ذلك ذهب محمد علي العجلوني إلى دمشق لتحصيل العلم ثم ذهب إلى الأزهر الشريف وبسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1916 لم يكمل دراسته في الأزهر الشريف ، غير أن ذكائه وتقدمه على أقرانه في الدراسة قد أهّلاه للدراسة في الأستانة (استانبول) ليتخصص في العلوم العسكرية ثم ليصبح ضابطا في الجيش العثماني. وعند قيام الثورة العربية الكبرى التي نادى بها الشريف الحسين بن علي شريف مكة آنذاك…. ترك الجيش التركي والتحق بالثورة العربية الكبرى في مدينة العقبة ، وشارك في معارك الطفيلة و جرف الدراويش ,ابلي بلاءا حسنا وأشاد به القادة في معركة معان المشهورة وحصل على ( نوط معان ) لبطولته وعين قائدا للواء الرابع ، وقد كان أحد أول عشرة مقاتلين ينالون وسام معان وهو أول وسام في الثورة العربية الكبرى.
لقد كان العجلوني من المقاتلين المقربين من الأمير فيصل عندما اصبح ملكا عينه رئيساً للحرس الخاص وهذا يدل على عظيم الثقة التي حظي بها العجلوني عند الملك فيصل
وعندما قامت معركة ميسلون خاض غمارها مع القائد العربي يوسف العظمة ، وبعد استشهاد العظمه ، عاد محمد علي العجلوني إلى شرقي الأردن والتحق بالأمير عبد الله بن الحسين في معان ، وعندما باشر الملك المؤسس بتأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 عين محمد علي العجلوني قائداً للدرك في البلقاء وشارك في تأسيس الجيش العربي في عام 1921 وكان رقمه العسكري (4) في تسلسل الضباط في الجيش العربي ، وتدرج في سلم الترقيات والترفيعات وتسلم أرفع المناصب العسكرية فلقد وصل إلى منصب مساعد قائد الجيش.
توجه العجلوني بعد تقاعده من العمل العسكري إلى الخدمة المدنية حيث شغل مناصب دبلوماسية عديدة ، وفي عهد الملك طلال بن عبد الله عين العجلوني وزيراً للداخلية بعدها تم اختياره كعضو في مجلس الأعيان الأردني .
عاش محمد علي العجلوني حياة كان فيها نموذجاً للفارس العربي الشجاع الحريص على وطنه وكرامة أمته قدم كل ما لديه في ميادين القتال ليدافع عن وطنه وأمته ودينة لتحرير البلاد العربية من الظلم الاستبداد ، ليتم تصنيفه بأنه مجاهد عربي كبير.
فالأرض الأردنية تنجب الرجالات الكبار بأفعالهم وانجازاتهم التي عرفوا بها وبوطنيتهم المطلقة الحقة. عاشوا أوفياء مخلصين مدافعين عن بلادهم مقدمين الغالي والنفيس لدحر الظلم والاستبداد رحم الله محمد علي العجلوني واسكنه فسيح جناته
1 تعليق
ياسين العجلوني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فقد كان عمنا المجاهد محمد علي العجلوني من الذين بايعوا الهاشميين على السمع والطاعة وجاهدوا معهم في سبيل الله وفي سبيل احياء الخلافة الهاشمية وبقوا على العهد ولم ينقضوه الى ان توفاهم الله تعالى ونحن ندورنا على العهد مع الهاشميين الى ان يرث الله الارض ومن عليها