أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : تتكون الأرض من قشرة خارجية من السيليكات الصلبة وغطاء كثير المسام ولب خارجي سائل أقل مسامية من الغطاء ولب داخلي صلب. وبإختصار تنقسم الأرض إلى ثلاث طبقات رئيسية، هي: اللب (بالإنجليزية: Core) المنقسم إلى اللب الداخلي الكثيف الصلب الساخن (بالإنجليزية: Inner Core)، واللب الخارجي المنصهر (بالإنجليزية: Outer Core)، والستار (بالإنجليزية: Mantle) الذي يشكّل أكثر من نصف حجم الأرض، والقشرة (بالإنجليزية: Crust) التي تدعم أشكال الحياة كافة في هذا الكون. ووفقا لما تظهره الدراسات، فإنّه يوجد في الارض ثمانية صفائح تكتونية كبرى، إضافة إلى صفائح تكتونية أصغر تشكل الغلاف الصخري للأرض. وهذه الصفائح تتحرك جميعا باستمرار، وفي لحظات كثيرة تلتقي وتصطدم ببعضها البعض، ويكون ذلك سببا في حدوث الهزات الأرضية الخفيفة والكبيرة في اي بقعة على الكرة الأرضية تحدث فيها هذه التحركات والتصادمات. ومما تقدم فقد عرف علماء الجيولوجيا الزلازل بأنها إهتزازات مفاجئة وسريعة للأرض بسبب تحرك الصفائح التكتونية او تصادمها تحت سطح الأرض، أو بسبب نشاط بركاني أو إنصهاري. وتحدث الزلازل ضعيفة او قوية فجأة من دون سابق إنذار، ويمكن أن تحدث في أي وقت، تؤدي إلى إصابات وأضرار صغيرة او كبيرة في الممتلكات ويمكنن بعضها يكون مدمرا ويؤدي إلى فقدان الأرواح والمأوى وسبل العيش وتعطيل البنية الأساسية الحيوية في اي مكان في اي دولة تحدث فيها الزلازل.
كتاريخ للزلازل بشكل مختصر جدا، فقد وقع اول زلزال في العالم قبل الميلاد في الصين في عام 1831 ق. م. في المقاطعة الصينية شاندونغ. وهو اول زلزال تم تسجيله إلا أنه لا توجد معلومات وبيانات كافية عن هذا الزلزال نظرًا لعدم حفظ سجلات الأحداث، بالإضافة إلى وجود سجل كامل للزلازل في عام 780 قبل الميلاد في الصين. واول زلزال حدث في العالم بعد الميلاد في أنطاكيا بتاريخ 13/12/115م وبلغت قوته 7.5 درجة حسب مقياس درجة العزم الزلزال آنذاك. وقد دمّر الزلزال مدينة أنطاكية ونواحيها، وتسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأدى هذا الزلزال إلى نشوء موجات عاتية (تسونامي أو سنامات) في البحر الأبيض المتوسط، وقد ألحقت هذه الأمواج العاتية أضرارا بالغة بميناء قيسارية. وآخر زلزال وقع في القرن الواحد والعشرين الحالي في تركيا في كهرمان مرعش يوم الإثنين الموافق 6/2/2023، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر الحديث. وكان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب وإمتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية، ويُعدُّ هذا الزلزال من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وسوريا. ومن اكثر الدول في العالم معرضة للزلازل هي: الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان.