امجد فاضل فريحات
عندما يخوض اﻹنسان تجربة جديدة في حياته ويعتقد بأن القائمين عليها يتمتعون بأعلى درجات النزاهة والشفافية تبقى القلوب والعقول معلقة بأن الخلاص سيكون على أيدي هذه النخبة والتي لم يرى منها سوى الخير والصدق وكما هو ظاهر لنا .
تستمر التجربة لنهايتها ويرافق تلك التجربة الشوق الشديد للعمل بعدها مع تلك النخبة .
رويدا ، رويدا تتضح تدريجيا العلامات اﻷولى لبداية المرحلة الجديدة ، مقابل ذلك لا يوجد هم يقابل مصير النتائج القادمة ﻷن رسائل التطمينات السابقة كانت كلها تصب في القبول لا بل والرغبة في القبول والتواجد مع تلك الثلة التي سبق لها أن كانوا مثلما كنا ذات يوم ، ناهيك عن النشاط المنقطع النظير والذي كان مشهودا ومنطوقا ومن أعلى المستويات .
لابد من الخاتمة ، ولابد من ذوبان الثلج وإنكشاف المرج ، ومع أن الثلج نقي ولونه أبيض ، إلا أننا لا نعلم ماذا سيكون تحت هذا المرج ، ربما لا تكون المفاجأة كبيرة بمعرفة الخفي اﻷعظم ﻷن المؤشرات ليست بعيدة عن الذاكرة ، فبالتجربة وبالممارسة السابقة تكون الفكرة واضحة عموما ولن تكون غريبة ، وهذا الكلام ليس خيالا ولا خبالا فلقد سبقنا فيثاغورس عندما أثبت ذلك في نظرية المثلث ، بينما نجد بعد ذوبان الجليد وانكشاف ماتحته وإذا به حطاما تذروه الرياح ، لا دقة ولا وضوح به ، لا بل ويخلو فيما تم التوصل إليه أن لا دقة بما نرى أو نسمع ، ناهيك عن خلوه مما تسمونه التثليث .
الغنى والجاه يورثان في مرجنا ، وكذلك الفقر والهم يورثان ، وحتى ذنوب المقربين تورث وتتم المساءلة وضبط العلامات على أساسها حتى لو كان أصحابها ممن إنتقلوا للدار اﻵخرة ، وبعدها نطلب اﻹبداع ونطلب التقدم ، ووسط ذلك ندعي الشفافية والنزاهة ، وهيهات أن نجدها بعدما حكمنا على أصحابها بالتقصير غير المبرر والمنطقي ، وبعد أن فقدنا الثقة منهم والتي هي أساس التعامل للمرحلة القادمة لو كانت كما تم اﻹتفاق عليه مسبقا ، ولكن هيهات .
كانوا يقولون في السابق أن لون العيون ثابت لا يتغير ، ولكن مع اﻷيام إستطاع العلم الحديث أن يغير هذه القاعدة ، وكذلك الحال بما يخص تقرير مصير اﻵخرين ، فليس هناك شيء ثابت ، فالمتربصون كثر ، والذمة لديهم أوسع من ملعب دولي ، ويخلطون الحابل بالنابل ، ويربطون س مع ص ، ومقابل ماذا ، مقابل شيء هم يعرفونه ، ﻷنه مصدر رزق لهم ، ولا تأخذهم بالباطل لومة لائم ﻷن الغاية لديهم تبرر الوسيلة عندهم ، وتناسوا قول رب العزة : ولا تزروا وازرة وزر أخرى .
لا يسعني إلا أن أقول في الختام أن من سحرنا بحرارته في السابق ، نجده اليوم هو من كان سببا بما نحن به من حرمان في الحصول على نتيجة أجهدنا أنفسنا كثيرا من أجلها ، نتيجة بعدنا ﻷجلها عن بيوتنا وأطفالنا ، وتنصلنا منهم وعنهم ﻷكثر من اربعين يوما ، وبعدها كان ماكان من قرار غير مقنع ، وتبرير إختلفت مقدمته عن خاتمته ، كذلك العالم نيوتن كان معنا في الخاتمة ، وتحفظ على النتيجة النهائية وقدم وسط هذه المفاجأة قانونه القائل : كل ثابت يبقى ثابت مالم تؤثر عليه قوة خارجية . من هنا فمن إرتضى على نفسه أن يظلم اﻵخرين فله ذلك ، ولكنني أذكر بأن الظلم ظلمات يوم لا ينفع مال ولا جاه .
وفي الختام يقول رب العزة : كل نفس بما كسبت رهينة .