حاتم القرعان
لم تنجح كلّ المحاولات والإجراءات الشكلية التي اتخذتها حكومة بشر الخصاونه منذ استلامها بتحسين الوضع في الأردن في جميع الملفات الاقتصادية او الاجتماعية، الفقر والبطالة أو ملف جائحة كورونا، رغم رحلاته المكوكيه بين مجلس النواب ومجلس الاعيان والوعد على التعاون بين السلطات الثلاث في بداية تشكيل حكومته حيث لم نر أي بارقة أمل على ذلك.
بل على العكس تماما؛ الرجل نسف كل أحلام الأردنيين من حيث زيادة في الضريبة، والزيادة في المديونية، وزيادة في ملف الفقر والبطالة، والاقتراض من صندوق النقد الدولي، ولو راجعنا كل وعود دولة الرئيس و القرارات التجميلية التي اتخذها كانت لا تعلوا ولم تأخذ حيّز التنفيذ، فقط كانت تصدح في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، مما تسبب بسخط واسع لدى كثير من الأردنيين إن لم يكن كلّ الأردنيين، وهو ما عبّر عنه الكثير من فئات الشعب الأردني، كأمناء عامّون لأحزاب سياسية أردنية، أو اقتصاديون وإعلاميين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مما زاد في غضب الشارع وتنامي خطاب الكراهية لعدم تحقيق أي تقدم في أي من ملفات العالقة في الأردن.
واليوم يجمع كل الأردنيين على أن رحيل حكومة بشر بات لازما بعدما أظهر الرئيس استخفافه برغبة الأردنيين في الإخفاق في كل الملفات التي يعاني منها الأردن أهمها إحداث إصلاح حقيقي في كل القطاعات ، والأهم التصدي لجائحة كورونا وما شاهده المواطن الأردني خير دليل في مهرجان جرش من حيث التباعد ولبس الكمامات، وما وصلت إليه هذه الجائحة التي تنذر بالخطر، مشيرين إلى أن التعديلات كشفت أيضا عن أزمة داخلية تعيشها حكومة بشر التي تبدّلت بعد التشكيل الأول.
وجاءت حكومة بشر لا تملك برنامجا سياسيا واضحا تخاطب به الشعب الأردني، وأصبحت عبئا على الجميع، وعليه فان الحاجة ماسّة إلى حكومة تكنوقراط وطني تخرج بنا من الأزمة التي نعيشها وتمكننا من مواجهة الترتيبات الاقليمية القادمة.
أصبح الشارع الاردني لديه القناعة أن الحكومة فقدت مبررات وجودها، بعد فشلها الواضح في معالجة أهم الملفات الصحية. وأصبح التخبّط واضح في كل تصريحاتها وأعمالها من وعود دولة الرئيس.
إن الرئيس بشر قام بتعديل وزاري حيث لم يقدّم أي جديد يشعر به المواطن، بل إنه استفزّ مشاعر الأردنيين وأثبت أنه يسعى إلى إطالة عمر حكومته وأثبت أنه لا يختلف عن أسلافه في شيء. وأن كل تعديل لبشر “كمن يعلك الماء، لا فائدة تُرجى منه”.
.وأحاديث اليوم في الصالونات السياسية تشير عن أزمة تعيشها الحكومة نفسها تستوجب رحيلها بالكامل، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطني تملك برنامجا واضحا لحل المشكلات الداخلية ومواجهة التحديات الخارجية. لا حكومة علاقات شخصية، لم تراعي التحولات السياسيه والاقتصاديه في المنطقه والاستعداد لها.
اليوم وحسب بعض المواقع الالكترونية دولة الرئيس لم نرى أي منجزات تذكر من خيرات التعديل الجديد وكل هذه التعديلات المتتالية لم تكن مقنعة، رغم استحداث وزارة الاستثمار التي لا تجدي نفعا دون خلق ارض خصبه للاستثمار وإعداد لوائح وانظمه حديثه لجلب الاستثمار بل جاءت في سياق “سياسة الالهاء”، مشيرا إلى أن الأردن يمرّ بمرحلة سياسية واقتصادية وصحية حرجة تستوجب رحيل هذه الحكومة حيث جاءت بفشل الحكومة السابقة لإيجاد حلول لكافة القطاعات، لكنها بقيت تراوح مكانها ولم تقدم شيئا باستثناء إطلالة الرئيس على الأردنيين من فترة إلى أخرى باحصائيات دون أن تتضمن حلولا للملفات الحساسة (الفقر، البطالة، والملف الاقتصادي).
كان الأردنيين كلهم شغفا بالتعديل الوزاري حيث كانوا يتطلعون إلى ما ستقدمه الحكومه الجديده في العديد من الوزارات ك العمل والزراعة والصحة على سبيل الذكر لا الحصر في مجالات متعدده حيث أظهرت جهود معالي وزير الزراعه اهتمام رائد في مجال
معالجة قضايا الفقر والبطاله من خلال صندوق الإقراض الزراعي وخطط وافيه تعد سابقه في وزارة الزراعه.
والإنسان الاردني أصبح يعي أن الرئيس بشر الخصاونه لا يملك خطابا وطنيا واضحا يخاطب به الشعب الأردني إلا قول هذه حكومة المملكة وهذا مجلس نواب المملكة، حيث أدرك المواطن أنالحكومه “بلا لون ولا طعم ولا رائحة”.
ونذكر هنا بعضا من ما عشت وسمعت عن ماجرى في احد الوزارات، هناك حمده تقتل واخرى تسيد وتميد، لذا اسميتها قصة ( حمده)التي تمادت بالفساد ضاربين عرض الحائط الانظمه والتعليمات وساروي القصه كامله في مقال اخر .
وقصة حمده أصبحت متداوله في العديد من الوزارات هنا نستذكر خطاب جلالة الملك عندما قال “بكفي، بدنا ناس يخافوا من الله” بعد حادثة مستشفى السلط. وفي وزارة أخرى أصبح العمل فيها حلم إذ أنهم ليس لديهم عمل إلا تسيير رغبات المتوسطين والأحباء عند بعض المسؤولين هذا كلّه وهم أكثر من يجب عليهم الاهتمام بملف البطالة وهو ملف يحتاج العمل ليلا ونهارا لتخفيف ال ٥٠٪ التي أصبحت أشهر نسبة في عقول الأردنيين. وأعود لأذكر بتوجيهات ورؤى جلالة سيدنا التي اهتم بها بشكل خاص بالشباب ومجتمعنا الفتي وأهم ما يهدد هذه الفئة هي البطاله .
لذا أصبحت القناعه لدى كافة الأردنيين أن حكومة بشر الخصاونه لم تكن تلبّي طموح جلالة الملك عبدالله الثاني في رسالة التكليف السامي حيث كانت تطلعاته واضحة لشعبه الوفي وهذا ما اعتدنا عليه من بني هاشم الأوفياء،
لذا كل الأردنيين يناشدون صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، اتخاذ ما يلزم لإنقاذ تلك الملفات التي يعاني منها الأردن منذ حقبة طويلة ونخص ملف البطاله والاستثمار وانعاش القطاع الاقتصادي وملف كورونا وملف وزارة الصحة حيث أصبح يعاني إداريا وصحيا. ولم نر سوى تقدم واضح في مجال التربيه والتعليم العالي والتنميه السياسيه حيث اتبعت توجهات وتحقيق روئ جلالة الملك المفدى. وهذا ما لمسه الأردني في مخرجات لجنة المنظومة السياسية. الذي أبدعت في وضع خارطة طريق إلى أردن الغد.
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين
والله من وراء القصد