د.غازي السرحان
العيسوي الذهاب الى اين؟ اسئلة تبحث في مقاصد الملك ؟
الملك يبقى محتفظا بقدرة الافصاح عن مكان اخر يبدا منة شيء ما وهو من يوقظ القوى الهامدة ويمنحها وسيلة تناشد العمق وهو صاحب الرؤية الاوسع لما هو قادم هو الملاذ الوحيد وهو قراءة الحاضر المتصف باكبر قدر من الامتلاء والجدوى . مثلما هوارتباطنا بالعالم وفهمة. في مشهدية متبدلة يتم الاعلان عن اسناد مهمة ادارة مؤسسة القصر الى العيسوي , انها اشياء تحصل او لا بد لها كذلك مخلفا القرار بعض فضول عابر. وادعو الجميع الا يكون تعيينة لحظة انتقال حافلة بالتقاطع والضدية والانفلات وان نتمثل وجودة كافق جديد يمتد على تخوم الحاضر.
تعيين العيسوي رئيسا للديوان كان درسا لا يخلو من فطنة المعلم العارف بما عرف عنة انة علم كثير الجدوى ومثير للاعجاب والتقدير وقابل لتوصيل اهدافة الى الجميع كان لة السبق في القبض على الحقيقة الاولى للاشياء المتعلقة بخدمة الوطن وملكة وشعبة ان العمل الى جانب الملك موهبة لا يمتلكها الا من اهلتة الحياة لاستيعابها والتعاطي معها ,لقد كان من جيل ريادي امن بالاردن وقيمة واهدافة والاخلاص الموفى لقائدة وللناس الطيبون ربما هومن الجيل الذي تغيرت تصوراتنا عنة الا انني ما زلت احمل هذة البداهة عنة , لكن كان علي بعد زمن استعاضة تلك التصورات والمفاهيم بوصفها محاولة نبيهة للتمعن والانتظار.
العيسوي المتمثل لمكتسبات الرؤية الملكية والمحتفي باسرارها , لم يات بذريعة التقليد وانما من خلال قدرتة على قيامة بالمهام والواجبات ما اهلة للبقاء والاقامة وان يرتقي السدرة ويصعد درجا . يقول العيسوي يكفي ان ارى شيئا ما كي اعرف اللحاق بة وبلوغة فهو دائما قيد التامل والانجاز.
كصحفي وباحث خاص واحد الوجوة المتقدمة في القراءة والتحليل والرصد , ساتقدم بمقالة جاذبة ولن يخل صوتها من نبرة تحليل سياسي ,وكيف هو حال لسلطة الرابعة من ذلك وهي التي تحملنا عبء البحث في الامور والاشياء وهي المدخل لتبيان الحقيقة ونسعى ان نكون سادتها ومالكيها , ان النظرة غالبا لدى رجال الصحافة والاعلام تشير الى اننا لا نريد ان ننظر بالاشياء التي تاتي الينا لنتعرف اليها نريد ان نذهب اليها والتعرف اليها , وهو شان يتداعى في عصرنا الوسائطي الرقمي وتوغلة في المعيش اليومي للانسان والذي بات مشاعا بطريقة لافتة وغير مسبوقة , وفي وقت تمكنت فية هذة الجماهير من الاطلاع على شخصية العيسوي وما رافق ذلك من اطلاق نعوت واوصاف خاطفة مفتقدة للصبر متحررة احيانا كثيرة من الحقيقة , ام ان الاعلام هو الذي يبادر غالبا الى خصومة تشوب كل مجهول او جديد وان البلاد متقدمة نحو مجهول ما وكانة رحيل غريب , او الخضوع الى حتميات متسلطة تندرج فيها التبريرات والضرورات التي تقضي على الممكن, تعرض العيسوي لحالة مستبدة من النقد والاتهام والتجريح ولما هو مغاير وملفق وغريب الى صور مربكة مشوشة وصادمة حيث توزعت صورتة على مشاهد مختلفة.
العيسوي كتابا في تاريخ الاردن حافل بالوقائع المهمة حينما تتمعن في الناس ,تصرفاتهم وسلوكهم تدرج في مناصب الجندية ووظائفها البسيطة وبعدها متنقلا بين القصوروصولا لمسؤولية امانة الديوان ليؤسس ممارسة في العطاء والبذل , كان علية ان يكون مدركا ومفهوما واليفا دونما غموض , فما كان يقراة في فكر الملك وانسانية الملك يدعوة للذهاب الى مناطق بعيدة يجوب الصحاري والاودية وكل شبر من الارض العزيزة كما يوصفها في حديثة مواسيا ومساندا للفقراء وضعاف الحال والمعوزين وحدهم من تمثلوا فعلة ‘ الفقراء’ لا يهمل لهم اي مطلب والمساكن (بيوت المكرمة الملكية ) تدلنا على خفاياة وتبقينا في معناة ويسكننا من خلالها وهي ما تحيلنا الى قلبة واشياءة الجميلة.
تلك البيوت التي اوتهم من هجير الصيف والامطار وزمهرير الرياح على طول الوطن حين خصص الكثير من جهدة لها, اذ لم يعد من مكان لم تنشء بة مساكن الفقراء ابان عملة في المبادرات الملكية كان العمل لدية مشاهدة عارفة ومتقنة الصنع تاركة لنا ظلالا لعلامات وصدى اعمال كافية ومقنعة .
العيسوي ‘ بوصلة الديوان ‘ بما يمثلة هذا المسمى من الرشد والحكمة هو القليل الكلام بطبعة اصبح يطل علينا من صفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية من الميديا حتى الصفحات الشخصية للناس فهو حقائق وافعال تسكن واقعية هذا الحكيم ذلك الكيان الثابت والصلب , ذا الطبيعية التاسيسة للبوصلة المؤشرة على عمل مؤسسة الديوان الملكي , نتاج خبرة تشبع رؤيتنا وتثري حساسيتنا ,لقد اسس العيسوي لما هو جوهري وحقيقي فهو نظر الملك الذي يلامس جميع الاشياء وحاسة الذكاء ستمكنة البحث عن مكامن للخيرات والخبرات الجديدة وتقديمها للملك مراعيا فيها مصلحة العباد والبلاد. والبلاد تعيش حمى البحث عن وجوة واشكال جديدة ومن رغبات في تغيير يتوائم وشدة التحولات التي عصفت بهذا العصروسط عالم يتضمن فقدان الاتجاة وفي زمن اخصبتة تاثيرات جديدة فهل العيسوي يعد مثالا للتحول الجديد وشاهدا علية.ام ان القصر على تخوم تحول لجهة ان هنالك مراجعة جذرية للصيغ والوجوة والمقاربة بين الكهولة والشباب ليستفيد الناشئة من الشباب في الديوان من خبرات تراكمية التي ينبغي لمؤسسة الديوان ان تسير عليها وان العيسوي مثال شديد الوضوح على ذلك ليكون الديوان مركزا للانتباة والتقاليد والكفاءة والوفرة.
العيسوي وخلال تقبلة تهاني المواطنين بتسلمة مفاتيح بيت الاردنيين حرص على ان يصطف بجانبة رتل طويل من ابناء العائلة بهاجس احتفالي بسيط يحتفظ بطبيعة ادائية شكلت اهتماما جديرا بالملاحظة معلنا نفسة بمثابة علامة ذات تجذروبقاء حيث ثمة تكريم وحيث يتعهد الناس بخلق تبعات اعتبارية راسخة وتكفلهم للانخراط في البناء, ولا يوحي بترف حضورة مجسدا عرفا اجتماعيا يجد اساسة في الطبيعة الطقوسية للناس ومراسيم داب الناس على فعلها . وكان المسافة انصهرت بين النظرة المتاملة والفرجة العابرة هكذا هي الامكنة تنتج الرؤية وتبقيها.
العيسوي والذي جرى اعادة انتاجة بعيدا عن ظاهرة الاستنساخ الوراثي الذي يحمل جذورا تاريخية وخبراتة وهل العيسوي يمثل مفهوم الندرة التي ينتمي اليها بما يمثلة من احد ثوابت خبرات القصر .نقرا في ذهن الملك ان العيسوي يستطيع القيام بمهمات لا تنتهي وان العطاء غير مرهون بالزمن والمشيب ,وان اختيارة برهان موثوق عن مكانة الجندية لدى الملك واحد اشكالها الصادقة وان قرار تعيينة بهذا المنصب ما جاء دونما نظرة خاصة وفريدة توطئت فية منذ البدء, رغم تندر الناس علية بعملة مكوجيا الى صف ضابط وضابطا في الجيش , العيسوي والذي يمتلك الان صلاحيات حضور الى جانب الملك وحضوريا اعتباريا ساميا ووظيفة متعالية في البلاد هل جاء فقط ليؤدي ادوارا محددة ومقررة مكتفيا بالاشياء البروتوكولية بوصفها بديلا عما يريدة الناس ام االذهاب الى اين ؟ الى ما بعد الدولة الوطنية ام دولة المؤسسات والقانون ثمة اسئلة تتسترخلف هذة العناوين وربما هناك العديد من الاسئلة الاخرى هل نحن امام تجربة اصيلة , هل يمكن ان تزودنا هذة الشخصية بالمعرفة الكافية عن مهمتة القادمة وملامحها .هل يسمح لة مكانة الجديد بالملاحظة وهل يمنح الفرصة للاكتشاف والتعرف الى وجوة شابة وطنية بامتياز مزودة بالاكاديمية والخبرات والمهارة وهل سيعمل على اعادات سريعة في صياغة محتوى المضموني لبيت الاردنيين وطريقة اخراجة الشكلي ,ومطالب اشد الحاحا في اعادة الانتاج للقيادات والنخب القادرة على قيادة الراي العام وتوجيهة ليكونوا البوصلة واالمنارة الهادية بعيدا عن ظاهرة الاستنساخ الالي حتى لا تتحول الوظيفة الى قيمة تداولية وحتى لا تتحول القيم الابداعية الى وضيفة برستيج ووجاهة.ونذكرة باننا نامل منة ان يكون الوسيط الامثل الذي ينقل للملك واقع الامور والاحداث كما هي بلا تزيين وتجميل ,علينا التفكير ايضا في اسئلة لا تزال موضع سجال في الذاكرة والذائقة , هل نبدوا في حاجة الى توافقات ذوقية استشرافية اكثر حرية وانجذابا لما هو واقعي واعادة تشكيل محيطنا الخاص والعام؟ هل حقا اننا نحيا بعصر يرفل بامكانات التغيير نحو الافضل ام ان تلك ما زالت بحاجة للبحث والاجابات الوافية.