د عماد الدين زغول
ارهقت من بعدك ياصاحب القناع واورثت العدو ثوب عار لا ينزع في عالمٍ يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث تُقاس المعارك ليس فقط بالرصاص والمدافع، بل أيضًا بالاستخبارات والتتبع وشراء الذمم، يبرز رمزٌ لا يُقهَر: **القناع**. ذلك الوجه المجهول الذي يُخفي وراءه بطولةً وشرفًا، ويُرهق العدو بكل ما أوتي من قوة. إنه ليس مجرد قطعة قماش تغطي الوجه، بل هو درعٌ يحمي قيمًا لا تُباع ولا تشيخ، وقضية لا تموت.
لقد حاول العدو بكل ما لديه من أدوات: استخبارات متطورة، أموال طائلة، ضجيج إعلامي، وعملاء يشترون ويُباعون. لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم الأكبر: اغتيال القناع. لأن القناع ليس شخصًا يُقتل، بل هو فكرةٌ تتناقلها الأجيال، ورمزٌ يلتحف به الأحرار. كلما سقط قائدٌ، ارتدى آخر القناع، وواصل المسيرة.
القناع اليوم ليس مجرد غطاء للوجه، بل هو تحدٍّ لكل محاولات القمع. إنه يُذكِّر العدو بأن البطولة لا تُقاس بالوجوه المعروفة، بل بالإرادة التي لا تنكسر. كل شهيد يسقط، يترك خلفه قافلةً من الأبطال الذين يرفعون الراية ويواصلون المسير. القناع يصبح تراثًا، وكل من يرتديه يصبح جزءًا من سلسلة لا تنتهي من النضال.
اليوم، نقول للعدو: لن تنجح في قتل القناع. فكلما حاولت اغتياله، زاد عدد من يرتدونه. القناع سيظل يلاحقك، يطاردك في كل زاوية، ويُذكرك بأن الأرض ستتغير، والإنسان سينتفض، والقيد سينكسر. القناع هو صوت الحرية الذي لا يُسكت، وهو الضمير الذي لا يموت.
القناع لا يُغتال، لأنه ليس وجهًا، بل هو روحٌ تتنفس في صدور الأحرار. روحٌ تقول: “سنواصل حتى النصر، حتى تتحرر الأرض، ويخرج الغاصب”.
فليفهم العدو جيدًا: القناع باقٍ، والمقاومة مستمرة.
وفي الخلقة الاخيرة يكشف صاحب القناع وجهه ليلبسه فارس جديد