الصحفي حازم الخالدي
في الوقت الذي يتباكى فيه المجتمع الدولي على مصير الرهائن الاسرائيليين وحالهم ، ويظهر نفاقه من خلال التصريحات المختلفة ، في ذات الوقت يتناسى هؤلاء ، الشعب الغزي والذي يتجاوز تعداده المليونين ، فهم رهائن لدى هذا العالم الظالم ، الذي يحاصرهم من كل المداخل ، أمام أعين العرب والغرب ، يعيشون اوضاعا لا يحسدون عليها ، فلا طعام ولا شراب ولا علاج ،ولا حتى بيوت تأويهم، فأصبحوا مشردين في بلدهم ينزحون من مكان لآخر؛ فهم الرهائن الذين من المفروض ، أن يتعاطف معهم ذلك المتباكي على حال الرهائن لدى حركة المقاومة الفلسطينية(حماس) ، فكل وسائل الاعلام نقلت صورة الرهائن لدى (حماس) وهم يخرجون ، بكل رضا على التعامل الطيب ، وتلقيهم الطعام والشراب ، والعلاج ، رغم شحه لدى الغزيين ، إلا أن عدسة الكاميرات عوراء ، تتعاطف مع مئة من رهائن تحتجزهم (حماس) باحترام وإنسانية ، وأعطت الأولوية لسلامتهم، فيما هذه الأعين تغض الطرف عن شعب كامل يعيش اسوأ الاحوال وفي ظروف معيشية صعبة ومأساوية .
هذا العالم يغض الطرف عما يحصل في غزة من فصل عنصري يتطور بشكل غير مسبوق، ويفوق الوصف، فالحقيقة أن الفلسطينيين منسيون، لدى الساسة ، و”إسرائيل ” قبل الجميع والكل لا يساوي شيئا.. وعلى العالم أن يركع تحت أقدام الصهيونية التي تصنع حكاما وبالذات في الولايات المتحدة الأميركية يخضعون لسلطتها، وصلت بهم أن يرددوا الرواية الاسرائيلية التي تقول أن من حق “إسرائيل” الدفاع عن نفسها ، متناسين أو أنهم يستغفلون أنها تحتل فلسطين.
إن العالم الكاذب الذي يتغنى بحقوق الانسان ، ليس سوى عالم منافق ، لا يهمه سوى التسيد والهيمنة، وفرض القوة على الضعفاء وسلب خيرات بلادهم ..تتكشف ازدواجية المعايير في هذا العالم يمارسها بصمت، وهو يتورط في الإبادة الجماعية ؛ هذا العالم فقد الحب والتعاطف وتجرد من إنسانيته، وأصبح يشبه الاعداء ، وتخلى عن كل القيم، وفقد كل التضامن والتضحيات لإنقاذ الأطفال الذين يموتون جوعا في غزة ، وصل فيه هذا العالم أن أصبح (تلموديا)؛ لا يأبه بقتل الأطفال وتجويعهم، “فليست خطيئة أن يتضور الأطفال غير اليهود الجوع”، بحسب المعتقدات اليهودية.
هذا العالم البشع هو الذي سمح بكل هذا الدمار الذي خلفته الحرب في غزة ، حتى أن “إسرائيل ” وصلت بها المرحلة أنها رغم كل الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل لم تفعل شيئا ، وتنجو من جرائمها كما يحصل في كل مرة.