اسعد العزوني
المطبعون من العربان
يتبنون الرواية الصهيونية
أسعد العزّوني
لو أن ما قام به العربان إقتصر فقط على إشهار علاقاتهم المخفية مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،والإكتفاء بالتلاقح وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تبناه الثعلب الماكر شيمون بيريز،ويقوم على تلاقح العقل اليهودي “الذكي”مع المال العربي “السائب”،لما إعترضنا لأننا نعلم علم اليقين أن هؤلاء العربان الذين عثر عليهم المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس في صحراء جزيرة العرب- وكانوا في دورة التيه اليهودي في تلك الصحراء ،وقام بعقد مقاولة معهم تقضي بتمكينهم من حكم الجزيرة مقابل التنازل عن فلسطين-هم من اليهود الذين تاهوا في جزيرة العرب ،وتشتتوا بعد إخراجهم من الجزيرة ،وكعادة اليهود المشهورين بالتقية فقد غيّروا أسماءهم وتظاهروا بأنهم مسلمين.
لكن ما جرى كان أبعد من ذلك بكثير ،ولم يتخيله عاقل لأنهم إنخرطوا لتبرير تطبيعهم بالنيل من الشعب الفلسطيني ،وإتهامه ببيع أرضه لليهود،ومع ذلك وقعوا بتناقض كبير يدل على جهلهم وسفاهتهم وعدم قراءتهم للتاريخ والجغرافية ومعرفتهم بالمنطق،إذ قالوا جاهلين أن أرض فلسطين إنما هي أرض يهودية إحتلها الفلسطينيون من اليهود وطردوهم منها،والأنكى من ذلك أنهم تمادوا في جهلهم وغاصوا أنجاسا في معاني القرآن الكريم بعد محاولات عدة فاشلة في تحريف كتاب الله ،وقالوا أن الله ذكر “إسرائيل “في القرآن 33 مرة ،ولم يذكر فلسطين ولا مرة،دون علم منهم لجهلهم المطبق أن كلمة “إسرائيل”في القرآن تعني النبي يعقوب الذي نعترف به كمسلمين،وهذه إشارة أن الله فضح جهلهم ومغازيهم.
ما قام به عربان الجزيرة من أبناء مردخاي وأبناء عمومتهم أذهل حتى عتاة الصهانية أنفسهم الذين فشلوا حتى في الغرب وأمام العديد من اليهود في تسويق الرواية الصهيونية التي تقول أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض،وأنها الأرض الموعودة ،وأنه لا علاقة للفلسطينيين بها،مع أن مبعوث مؤسس الصهيونية ومروج تلك الفكرة الكاذبة عام 1936 أرسل له برقية بعد تجواله في كامل انحاء فلسطين ،نصها”العروس لها زوج”،أي أن للأرض أهل وفيها سكان وليس كما تقول.
يظن العربان واهمين أنهم بذلك يحظون بإحترام ومحبة الصهاينة ،لأنهم يروجون للرواية الصهيونية ويوعزون لقراد الخيل من تابعيهم ومرتزقتهم بغض النظر عن هوياتهم ،تعزيز تلك المقولة البائسة ،وشن الهجوم تلو الهجوم على الشعب الفلسطيني ،وكيل الإتهامات له بأنه جاحد وناكر للجميل،حتى أنهم أوعزوا لبعض من ظنناهم إندثروا تحت التراب أمثال أمير الفساد بندر بن سلطان ، للظهور على الشاشات الصفراء البائسة لمهاجمة الفلسطينيين،علما أن الصهاينة لا يحبون من يخون وطنه ويفرط بحقوقه ،وإن صمتوا عنه فلحاجة في نفس يعقوب فقط.
عربان الخليج المطبعون لا يسعون لضياع فلسطين فقط ،بل إنهم يغزلون حبال المؤامرة ضد الأردن ليضربوا عدة عصافير بحجر واحد ومن أهدافهم:التخلص من الهاشميين أعدائهم التقليديين ،وإنتزاع الوصاية الهاشمية منهم على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وتسليمها للصهاينة ،وتحويل الأردن رسميا إلى وطن بديل للفلسطينيين ،وتنصيب “جروهم “الأجرب محمد دحلان رئيسا للوزراء بعد تغيير قواعد اللعبة في الأردن لصالح المشروع الصهيوني.