اسعد العزوني
أوصلتنا المراهقة السياسية في الخليج إلى الدرك الأسفل من المهانة والإذلال،بإرتمائهم كليا وبدون أي لباس في أحضان الصهاينة ،ونصبوا من”كيس النجاسة”النتن ياهو مختارا عليهم ،يأتمرون بأوامر وينتهون بنواهيه ،وتعدوا مرحلة الحياء والخجل بتفريطهم بالقدس وتزويرهم لكتاب الله ،وهم يعلمون أنه قال جل في علاه “إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
غريب ما هم فيه والأغرب من ذلك أنهم لم يشعروا حتى اليوم أنهم يستحقون جائزة نوبل للغباء المطبق الذي يلفهم ،فهم لا يدركون أن ما يقومون به ترفضه حتى شعوبهم ،التي لا تقبل التنكر للقدس وفلسطين ،رغم جيوش الذباب التويترية والفيديوهاتية التي تحرض على الشعب الفلسطيني وتقلل من أهمية القدس الدينية ،وتتهم الفلسطينيين بإنهم باعوا أراضيهم لليهود،ولغبائهم يقولون ان فلسطين منذ الأزل وهي ملك لليهود ،فأي غباء هذا.
آخر صور غبائهم المطبق شنهم هجوما يشبههم على أيقونة العرب الحالية، رئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق الغانم ،الذي يترجم على أرض الواقع وعلانية وعلى رؤوس الأشهاد ،موقف سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد ،الذي مارس الصمود والتصدي على أصوله ولم يضعف أمام هرطقات المراهقة السياسية في الخليج ،التي وصلت إلى التهديد وإهانة عامود البيت في بيته ،وإن دل هذا على شيء فإنمكا يدل على غباء المراهقة السياسية في الخليج ،وعدم درايتها وفهما لألف باء السياسة والدبلومسية أو لأدنى قواعد الإحترام.
لم يرتكب فخر العرب مرزوق الغانم جريمة برفضه صفقة القرن السعودية ،ولم يخالف القواعد عندما رماها أمام كاميرات الإعلام وفي مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الطاريء في عمّان،بل مارس أصول اللعبة السياسية التي تقتضي إتخاذ موقف في اللحظات الحاسمة ،وعدم النظر إلى المصالح الخاصة والضيقة ،ليتماشى مع المصلحة العامة ،ولهذا كبر الغانم في أعين أبناءالأمة ،مثلما صغرت المراهقة السياسية في أعين العالم أجمع .
لم يكن مرزوق الغانم هو الوحيد الذي رفض صفقة القرن وجاهر بموقفه ،بل سبقه في ذلك ، الأمريكان وحتى الصهاينة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،وكذلك الإتحاد الأوروبي وكافة أحرار العالم ،ولكن المراهقة السياسية أبت إلا ان تظهر عوراتها المكشوفة أصلا ، وتكشف غباءها المفضوح منذ ظهرت على المسرح السياسي،من أجل إثبات إنسحاقها أمام الآخر ،مع إنني أوقن ان ردة فعلهم غير المحسوبة ضد السيد مرزوق الغانم ،جاءت تعبيرا عن خيبتهم في السيطرة على دول الخليج العربية ،وتحديدا الكويت وقطر.