اسعد العزوني
بك عمّان الهاشميين تزهو….نحبك يا تميم
“بك عمّاننا عمّان الهاشميين تزهو…نحبك يا تميم”،هذه الكلمات تعبر عن ضمير الشعب الأردني بأكمله، وإن كنت كاتبها وصاحب التوقيع وهي صادرة من أعماق قلبي،لكن الشعب الأردني الحر يلهج بها مذ أن علمنا أن أسد الدوحة ،سمو الأمير الشيخ تميم سيزور عمان، ويعقد قمة خير مع أخيه عميد الهاشميين /الوصي الشرعي والوحيد على مقدسات الحجاز،جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين،فقد علمتنا المحن من يقف معنا ومن يحفر لنا ويعادينا ويتحالف مع أعدائنا ضدنا.
نحبك يا تميم ليس كلاما عابرا في مناسبة عابرة ،بل هو كلام موقف يسجل علينا ،فنحن أصحاب قلوب نظيفة وأيادينا بيضاء ،وعندما نلتزم بموقف سرنا فيه حتى النهاية ،ولذلك قلناها منذ البداية أننا مع دولة قطر الشقيقة ضد الحصار الغاشم الظالم،الذي كان مقدمة لغزو قطر والهيمنة على مقدراتها ،وشطب منجزاتها حسدا وطمعا وغلّا وحقدا.
عندما أعلنا موقفنا الداعم لإخوتنا في قطر،ورفضنا إملاءات الحاقدين والحاسدين والطامعين لم ننتظر المقابل، فنحن كما أسلفت أصحاب موقف،وصاحب الموقف لا يقدم الخير بمقابل،ولكن الأخوة في قطر سبقونا في مواقفهم ،وردوا لنا الصاع بعشرة ،وها نحن وبحسب توجيه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وأخيه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،نسير ببلدينا نحو التكامل ،وهذا هو الحل الناجع لكافة المشاكل العربية،وقد تعطلت وحدتنا وتعثر تكاملنا كعرب ،بسبب وقوف من حاصر دولة قطر وتآمر على الأردن ،وتحالف مع الصهاينة،ومنحهم القدس على طبق من ألماس،لتؤول للصهاينة ،ولا تعود منافسة لمكة المكرمة حسب تفكيره العقيم وتهيئه الأحمق.
لبيك يا قطر قالها الأردنيون قيادة وشعبا ،فرد عليهم أبناء الأصول في قطر قيادة وشعبا :لبيك لبيك يا أردن ،وبدأنا بنسج قصة عشق جديدة ،تلاحم فيها الشعبان والقيادتان،وأينعت خيرا للجميع ،وراحة نفس بددت القلق هنا وهناك،ووجد الآخر نفسه مثل”الحبة في المقلاة”يتخبط يمنة ويسرة ،وإصطدم بحقيقة مرة وهي أن فقر الأردن وصغر حجم قطر ،ليس نقطة ضعف تسهل له الهيمنة عليهما والتحدث بإسمهما ،وتبين له أن الأردن وقطر بقيادتيهما وشعبيهما صخرة صلدة تحطمت عليها أحلامه المريضة ،التي قادته لتهديد دول الخليج الأخرى مثل الكويت وسلطنة عمان،لكنه وجد من يسخره الله له ليحجّمه ويظهره كما هو بدون رتوش،كائنا أقل من عادي يجر أذيال الخيبة والفشل أينما حل ،وأصبح ألعوبة في يد الجزء الآخر من المراهقة السياسية في الخليج ،يقوده من حفرة سحيقة إلى حفرة أخرى.
صمدت دولة قطر في وجه الحصار ،وها هي بشهادة البعيد قبل القريب تحاصر من يحاصرها ،وتنسج علاقات مع أصقاع الدنيا الأربع ،ويتم إستقبال أميرها في أعتى المحافل الدولية ويحظى بإحترام وتقدير ومحبة الجميع ،وها هو الأردن الذي هو بحجم بعض الورد ويعاني من صعوبات إقتصادية بسبب مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والقدس ودولة قطر ،يزهو بقيادة عميد الهاشميين جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،بإسقبال أخيه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،ليرسما صورة جديدة مشرقة في صفحات التعاون والتكامل الأردني –القطري،لمصلحة شعبيهما والأمة ،في حين نرى الآخرون يتعاونون معا حد التكامل أيضا ولكن لتدمير البلدان العربية لصالح الصهيونية.
يوم الأحد الذي سنتشرف فيه بزيارة أسد كعبة المضيوم الشيخ تميم هو يوم أبيض بالنسبة لنا ،وهو بادرة خير لنا جميعا في الأردن وقطر ،ولكنه سيكون يوما أسود ل”غربان البين” الذين لا يسعدهم رؤية أي درجة من درجات التقارب بين الدول العربية،ولكننا ولأننا في الأردن وقطر”نقدح “من رؤوسنا،قررنا غير آسفين أو آبهين لردات الفعل أن نخطو نحو التكامل والتعاون بجدية ونقرن القول بالفعل،ونكون قدوة لمن أراد أن يحذو حذونا ،ولنا بطبيعة الحال سبق الإنجاز،كما للآخر سبق الغل والحقد والحرمان والحصار والإنبطاح في أحضان الأعداء، وتسليم مقدرات بلده وما أكثرها خاوة ورشا للأعداء عل وعسى ان يحموه ويمكنوه من الملك وهو يعلم أنه ليس كفؤا.
زيارة الشيخ تميم لعمّان هي زيارة تكامل ودعم وليست زيارة حقد أوتشفي ،وقطعا لن يقول الشيخ تميم أنه في حال أصبحت “…..” مثل عمان سنقدم لكم المساعدات المطلوبة ،كما قال أحدهم خلال زيارته لعمان لحضور إحدى القمم العربية فيها في عهد الراحل الحسين ، لأن الشيخ تميم جاء من كعبة المضيوم الدوحة التي إستجار بها في الأيام الخوالي من يفرضون الحصار عليها وآوتهم عندما هربوا مهزومين مدحورين أذلاء،كما قعلت الكويت أيضا ذات يوم ،ولكنهم عقروا قطر والكويت.
جبلنا في الأردن وقطر لحكمتنا على التجميع والتوحيد ،بينما جبل الآخر المراهق سياسيا على التفريق وإثارة النعرات والخلافات،وتميزنا نحن بالتواضع والبناء وخدمة الآخرين ،بينما جبل هو على التكبر والغرور والصلف والرغبة الجامحة في الهيمنة على الجميع،لكنه إصطدم بالحائط وتبين له انه مكروه حتى من شعبه.
أختم بإسداء الشكر الجزيل للجنديين المجهولين الأمينين والقادرين على إحداث التغيير الإيجابي، ومن تميزا بمهارة فائقة في تنفيذ توجيهات قيادتي البلدين فوق الأخوين ،سفيرنا في الدوحة فوق العادة سعادة زيد اللوزي ،وسعادة سفير دولة قطر في عمّان /فوق العادة سعادة الشيخ سعود بن ناصر ،اللذان عملا بوتيرة غير مسبوقة ونسجا هذا الغزل الذهبي ،الذي نراه الآن في زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لنا ،ومدى فرحتنا به ضيفا عزيزا وأخا كريما .