د. رحيل محمد غرايبة
شهدت الفترة المنصرمة مجموعة من الحوادث الفارقة التي لم تشهدها الدولة الأردنية سابقاً، مثل الدخول على رئيس جامعة في مكتبه واخراجه عنوة، أو ما حدث في استقبال وزراء الحكومة الذين قدموا لمحاورة الجمهور، وما تم حول منعهم من الحديث، أو ما حدث مع مديرة التربية في احدى مناطق المملكة، وهذه الحوادث ليس لها سوابق في كل المراحل، حيث أن مواقع المسؤولية لها احترام وتقدير تاريخي معهود من الشعب الأردني بكل مستوياته ولم يؤثر عنه مثل هذه التصرفات، ولكن هناك هناك حدث جديد وغريب ومستهجن لم يحدث قبل قيام الدولة، مما يجعلنا أمام وضع يبعث على الرعب المجتمعي، عندما يقوم مجموعة على مهاجمة سيارة مدنية فيها أسرة وأطفال، ويموت الطفل متأثراً في جراحه، بدون سبب وبدون ذنب سوى أنه يتجاوز موكب العرس على الطريق العام !!
هذه الأحداث تجعلنا نتحسس رؤوسنا بقوة، وتدعونا للتداعي للحوار من أجل التفكير في انقاذ بلدنا ومجتمعنا، على نحو لا يقتضي التأخير أو المماطلة، وعلى العقلاء وأصحاب الهم الوطني وأصحاب المسؤولية أن يتداركوا الموقف.
الأردن بحاجة إلى جهد وطني يحدد خطوات جذرية كبيرة نتجاوز من خلالها كل الأساليب التقليدية القديمة، والوقوف على ضرورة تمكين الشعب الأردني من اختيار الحكومات التي تمكنه سياسياً، ويشعر الشعب بالثقة ازاءها، وتكون مستأمنة على مقدرات الشعب الأردني ومستقبل الأجيال من خلال امتلاك القدرة على إعادة بناء الانسان الأردني القادر والمؤهل على مواكبة الاحداث المستجدة والمؤهل لحمل المشروع النهضوي الاردني الكبير.
إن الأحداث الاجتماعية السالفة ليست هي جوهر المشكلة ولكنها مظهر خطير من مظاهر المشكلة الحقيقية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتربوية والعلمية التي تؤثر تأثيراً بالغاً في مسارات التحول المجتمعي على نحو يثير الرعّب.
ولذلك فإن الحل ليس بالاستغراق بالتفاصيل لأنها سوف تكثر وتتنامى على نحو مفزع، إذا لم يتم تدارك المشهد برمته من خلال البوابة السياسية، وجعل الشعب الأردني أهلاً للمشاركة في تقرير مصيره بطريقة ديمقراطية صحيحة.